تسنيم يحيى الحبيب - رائحة الذكرى.. قصة قصيرة

في هذا اليوم الغائم...

وأنا أراه يصعد إلى الطائرة التي غُرست في مقلتي.. لا أدري لماذا طاف بي طائف من ظنةٍ تكاد تغزو لبي وكأنها مارد من يقين...

حينها..أحسست أن أشواقي لن تتعلق بتارة بينٍ أو تارات.. إنما سترحب آفاقها ..

لوحت له بكفٍ أدركت أنه لن يراها .. وأنا ألصق وجنتي ببلور النافذة البارد .. أستميت في محاولة اشتمام ماتبقى لي من رائحة الذكريات الشتيتة...

رائحة الرغام المطير.. الذي مسدته خطواتي المرقلة .. وأنا أدفن كفي في راحة أبيه .. وهو يهمس لي:

" تريثي.. ففي أحشائك الأمل"

وأبتسم .. جذلا.. شوقا.. أملا..

رائحة الياسمين التي عبقت في غرفة المشفى.. حيث رأيت وجهه أول مرة.. وتلمست جسده الغض.. ولثمت مبسمه الجميل.. والأخلاء يدلفون للغرفة عازفين أحلى ترينم:

" مبارك.. جعله الله من مواليد السعادة"

ويطرب قلبي.. وينتشى.. وأخال السعادة ودقا يروي الأيام الجدباء...

رائحة القهوة.. أقدمها لأخي..وأنا متدثرة بأبراد الحداد المترملة.. وثمة جعجعة نشيج في صدري..لا أتجشم إخفاءها.. وهو يختلس النظر لمقلتي الذبيحة..سامعا كلماتي الثايتة:

"الرفض وليس سواه..سأربي ولدي.."

ورائحة الورق..والبحر .. وليالي الشتاء المديدة.. و الأفانين العابلة التي تتوق لزهور العرفان.. والقد الأهيف الذي احدودب أمضا... والذماء التي تتشبث بالبقاء..

واليوم أراه..ورائحة الذكريات لا تريد أن تبارحني.. وأنا أودعه وأتجرع الصابة.. وأردد:

" لن أيأس من الجنى"

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى