رسالة من الشاعر يوسف صديق الى ولده

بكفيا في 23 يونيو 1953

ولدي العزيز محمد

سرني تماثلك للشفاء بقدر ما ساءني نبأ مرضك - شفاك الله وعافاك - وكل ما أحبه لك الآن هو أن تكون رجلاً أمام أحداث الزمن فان الحياة ليست كلها صفواً... وقد أضحكني منك أن تسمي هذه كارثة وأن تذكر المدرسة والمذاكرة في هذا المجال.

أي بني

انني أعلم أن نفسك الكبيرة ستغريك بالعمل للنجاح وفي هذا تعريض بصحتك الغالية - فما قيمة الشهادات في يد رجل مريض عليل؟؟.. فأرجو الى أن أصل أن تتفرغ تماماً للعناية بصحتك فهي كل شيء لك ولي ولا تجعل للمدرسة والنجاح أو الرسوم أي موضوع لتفكيرك - فخذ بحقك كاملاً من الراحة والغذاء ونفذ تعليمات الأطباء بدقة.

وانني أشكر الأخ اللواء محمد نجيب رئيس الجمهورية على عنايته بك في غيبتي الى هذا الحد وأرجو أن تبلغه شكري.

وأما عن (ليلى) فهي بشرى طيبة وقد جاءت في الوقت المناسب لتجعل منك خالاً فتشعرك برجولتك. وأما عن محمود توفيق فهذا تصرف طبيعي من الرجل الذي اتخذته أخاً لك وأنا أعلم به وبمروءته وأرجو أيضاً أن تبلغه شكري.

وانني أكرر لك النصيحة بالاهتمام بصحتك حتى أراك عند عودتي القريبة باذن الله كما أود أن أراك في صحة كاملة.

وسلامي الى الجميع

والدك يوسف

***

عزيزتي توحيدة..
أقبلك على البعد قبلة المشتاق وأتمنى لك كامل الصحة - أما أخباري فهي أنني مشغول عن الكتابة اليكم والى الكثيرين الذين ينتظرون أن أكتب اليهم بما سبغه الله على هذه البلاد من جمال - متى نرى مصر كما ينبغي أن تكون؟!

ان لبنان كله سحر وجمال ولولا بعدي عنكم لما فكرت في العودة.

سلامي الى الأهل والجيران وشكري لأخواني الضباط وللرئيس على عنايته بكم ومبروك حفيدتك ليلى. والى اللقاء أقبلك على البعد والسلام.

زوجك يوسف



رسالة.jpg

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى