أسامة أبو زيد - الفتاة التي تأتى مرة واحدة.. قصة قصيرة

لم يرها قبل ذلك ، لكنه أحس أنه رآها منذ ألف عام وعام ، كان مدفوعا إليها بقوة لا يدريها أو يشعر بها من قبل ذلك ، كانت جميلة كوردة تفتحت تواً وابتسمت للسماء ، وضعت يدها على جبهته وسألته :

- أما زلت وحيدا ولم تحب ... ؟

- لم أحب قبل ذلك

- لماذا .. ؟

- لم أجد من أحب ... أو ماذا أحب

- ألم تحب الوطن ... ؟

- الوطن شئ لا نراه وحلم نتمنى أن نصل إليه ولا نصل أبداً.

- ألم تحب الأم ... ؟

- نحب الأم دائماً بعد أن تغيب وتنداح الذكريات ولم تغب الأم بعد.

- ألم تحب أي فتاة .. ؟

- ... بحثت عن فتاة سمعت عنها صغيراً ، قالوا .. انها تأتى مرة

واحدة ، تتناثر عليها الوردة البيضاء قبل أن تلمس جبهة المريض الذي

يموت ...

- ألم تجدها ..؟

... وجدتها في صورة أمي القديمة وهى ماتزال فتاة ... وجدتها فى شهرزاد أميرة الليالي .. وجدتها في أليس وسندريلا وست الحسن وأميرة الثلج الأبيض ... لكنني عرفت أنهن مجرد حكايات ، والحكايات أحلام قديمة يحكيها البسطاء كي يتحملوا الحياة.

... ضحكَت حتى امتلأت عيونها بذلك الأمل الذي لا يأتي ... الذي تراه في عيون الحمام ولحظات الدفء بعد يوم بارد جداً ... وقالت :

- ستحيا وحدك ... وتموت وحدك ..

.... واختفت تلك الفتاة ولم تعد بعد ذلك.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى