نيفين درويش - غفوة موت

تجلس القرفصاء كمقعد متهالك لاجدوى منه
وفي عينيها نظرة دهشة و ذهول تشبه تلك النظرة التى يمتلكها مجذوب القريه الذى يهابه الصغار عندما يصرخ باكياً انا لست بمجنون
أنا فقط أفتقر للسعادة، أفتقر للحلم، أفتقر للغد ولا أملك فتات الأمل ولا أجد من بين نفايات الزمن شيء أطعم بهِ جوع أوهامي
حقا صارت تشبهه فهي لم تعد تبالي بمن حولها لم تعد تسمع ضجيج اللهفة لم تعد تتساءل لما الليل طويل فقط تجلس وتغزل من صوف الجزع خيوط من مُر الإنتظار
ما زالت متهالكة لا تقوى على البكاء فقد جفت ينابيع نهرها
خرسٍ أصاب قلبها المُتكسر وهي تحاول تحريك شفتيها الغاضبتين فبقلبها حديث يجب أن يُتلى كتلك الورقة التي يتلوها على من يُحكم عليه بالإعدام و سؤاله ماذا تريد يا أنت قبل الموت
لم يمنحها الفرصة، لم يسألها ماذا تريدين قبل الإعدام، فقط أشعل شمعة من روحها وتمتم في أذنها هلمي ودعي جنية الفرح
وكانت صرخة لم تصرخها من قبل وغفت
ربما غفوة حلم
أو موت

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى