على حزين - استرجاع.. قصة قصيرة

أرسلت الشمس ترنيمة الحياة فوق النافذة الزجاجية .. طرقت بدفء علي الفتنة الناعسة .. فاستيقظت .. مدت عينيها علي ساعة الحائط ....
ــ يآه الساعة الثامنة ...؟!.
نفضت نومها .. بهستيريا .. تطوف بين مثلث الدولاب , المنضدة , غرف البيت القديم , الذي جاءه قرار إزالة في الشهر الماضي , فرغت من إصلاح ملابسها الأنيقة , تأبطت حقيبتها في لمح البصر , هرولت نحو الباب , ولم تعبأ بنداء الأم القادم من المطبخ ...
ـــ الفطار جاهز يا أولاد ...
كان الشارع مكتظاً بالمشاة , والمارة , والعربات الفارهة , التي تأخذ بالقلوب , والأبصار , تنبعث أصوات شاذة من كل مكان , تطلق عليها دوماً اسم " سنفونية الحياة العصرية ".. التي تزرع الاكتئاب بين خلايا المخ , وأكوام الدخان المتصاعد يدفعها التأفف إلي طبقات الجو العليا , لتخرجها من ثقب الأزون, شعرت بالاختناق ــ الحفر والمجاري طافحة حتى ألان ..؟!..
تذكرت أنها لم تكتب واجب الرياضة للأستاذ " مجدي" وتذكرت أنها المرة الوحيدة التي سهرت فيها البارحة .. كان عليها أن تقف مع جارتها مدام " هدى " زوجة الأستاذ " فاروق" وهي تضع للمرة الأولى, وزوجها في الخارج , ولم يكن معها أحد .. فقد طلبت منها أن تظل بجوارها حتى يأتي الفرج .
ــ كم هو جميل , وبرئ .. لسوف يفرح الأستاذ " فاروق " به كثيراً ..
اندست بين زميلاتها الواقفات أمام المدرسة .. تستمد الدفء من ثرثرتهنَّ , ونكتهنِّ " البايخة " , والتي هي أقل ضرراً من البرد , وصفعته .. أقترب الأستاذ " مجدي " مسح وجوههنَّ بجمرتيه الخضراوين ..
ــ افتح الباب يا أستاذ مجدي لو سمحت ..؟!!..
ــ ولماذا تأخرتنَّ حتى الآن ..؟!!..
شعرت بإحساس ما يتسلل بداخلها .. طربت له .. أطرقت للحظة .. ثم انقلبت عائدة .. تلبِّي نداء أمها .. الذي يدوي صداه قي محيط إذنيها ...
ــ الفطار جاهز يا أولاد


على السيد محمد حزين سوهاج ــ مصر

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى