محمود قنديل - عنـاق… قصة قصيرة

عانق الدم الثرى، فاستحال الثرى طينا نقيا، وصار الطين حمأً زكيا، وأصبح الحمأ صلصالا عفيا، وأضحى الصلصال نورا دريا، وأُلقي النور إلى الرحم العنيد، ليحمل قبطانا – يشبهنا – صغيرا ٠
– أهو قادر؟
القبطان ياصغيرتي قادر على الإبحار، فهو يعشق السفائن ويصاحب الأنواء، يسافر في الخرائط ويحاور الأعماق، يهدئ الرياح ويداعب الأمواج، يعرف المراسي ويحفظ الجزائر ويصادق المرافئ٠
– متى يجيء ؟
المجيء شوق وشوك، وروعة واستقبال ٠
– هل نحيا مجيئه؟
الموت حياة، والحياة قبر، والقبر روضة من الجنان٠
– والكفن ؟
ستر ومسك وشاهد ومناد ٠
– واللسان؟
ناطق بذكرنا وذكرانا ٠
– والقلم ؟
صادح بنورنا الآتي، صادع بعوائد دمانا، فاضح لأسرار نجوانا، فلا تصدي القلم عن ذكر السرائر والأسارى الخرائط والدماء.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى