محمد أبو دومة - - انتظر قليلا.. أرجوك.. شعر

الطببة الطببة.. البطيبون.
الأطبة.. الأطباء.. قالوا...
وثنيٌ الحكيمون.. والحكماء، والعارفون
والخبيرون ببلسم سر التشافي..
وأهل العطارة والعطاطير، وال...
كذا.. وكذا.. وشذي الحزن بلل أهدابهم بندي،
أعين المغرمين البهيين:
عذرا، افسد الدهر قلبك
وهن الخفق في نطقه المتهالك.
في وجده الدافيء.. الادفا
المتدروش.
البر.. والبار!!
صار كليلا.. حتي عن العشق¬ متي
القلب في العشق نقصد قلبك، مذ فطر
القلب بالعشق.. مل.. او... زل.. او كل¬ وهو الذي
.. علم العاشقين دخول فناء الهوي، والتريض
فيه كما ينبغي.. ويجب !!
عذرا سراج الودودين
.. امين فراديس اعتكاف المحبين
عذرا..
لم يعد عندنا لك في جراب.
الطٌّبابة
طب يطبب...!!
رقي الهند والسند طحلب الصين.
شهد سدور بلاد اليماني... جبال
عسير الحجاز....
بلاؤك أفقد فيها رجاها
بلاؤك أخجلها..
جردها من سخاها
كبل عزم مناها...
دخلت ادراج صمت الحياء بها.
شرعت تنتحب
ايه.. شيخ.. المحبين..
مضغتكم... سيقانها يبست خطواتها.
.. بين ضرسي رحاها...
وشأو المسافة.. والبعد.. بعد زمن!
فعذرا.. عييٌّي التداوي... المحبب
.. داؤك علق فوق نوافذ ابواب كل..
الدكاكين لافتة، كتبت بجفاف مياه النعانيع.
.. خدود زهور القرنفل، ريح أسي، رقصة..
رجفة الياسمينة ان نفضت عطرها
.. المتدلل:
سامح مداويك والعشب...!
فؤيدك..
قرض السوس جدرانه...!!
جدده..!!
غيره.. أرح.. واسترح..
..نعرف.. انك صاحبته وطنا ودارا،
منذ خمسين حولا.. وعشرا...
صديقا أليفا.. رفيئا.. حميما..
ترافقتما بالأنين الرهيف الشقي
تزاملتما بالمسره حلما.. وصحوا..
لكنه... وا.. شقاه الحفي... به..
لم يعد مثلما شاء.. أو شئته
لم يعد مثلما كان....
مل عناق ضلوعك.. مل شغافه..
أمسي.. وأفجر... لا وقت.. له...!!
: لو اردت الحياة بدونه...
أو أراد.. بدونك...
فابرما عهد.. بينكما فرقة آيبه
ثم.. ... ... .............
دعه.. يمهلك قدرا من النبض والشوق
.. واذهب لقاع المدينة
سل من يلاقيك
او.. تلاقيه...
سل اي عابر
اين أعد رصيف القلوب..؟
او.. اين تباع القلوب...؟
او.. اين يقام مزاد القلوب...؟
وقلب بها.. وتفرس..
زنها بكفيك، ذات اليمين وذات اليسار..
.. زن وانتق..
فالشراء خداع.. خداع..
***
رحت مرتجفا الي السوق،
انبهرت انبهار المعانين اقدم خنصر
وآخر بنصر..!
قلبت بين كفٌتي.. يديٌ، قلوبا بلا حصر
أصغيت لكل صياح افانين المزادات.
حرت..!!!
حاورت ضجيج صمت الفراغ المهيب
ادخلتني في وجيب حواري...
اي القلوب.. النبيل؟
اي القلوب.. الجليل؟
اي القلوب.. الردي؟
اي القلوب.. الخؤون؟
وأي القلوب الذي يرتجي ان يصاحب؟!!
حرت.. وحرت.. وكدت...
واخترت بعضا وعدت..
بعد ان أوشكت.
ظلمة الشك تشربني
كي ابشر الرقباء
غير ان الاطبة والعارفين حاروا كما حرت...!!
وخافوا..
وخفت
بكوا.. وبكيت
وأقروا جميعا:
الطبيبون.. الأطبة.. اهل العطارة..
ايها المبتلي منذ ستين عاما
وقلبك يدري شئونك!
منذ ستين عاما وتدري شئون فؤادك!
فاحفظه فيك!
واحفظه لك..!
فلو أنت بدٌّلته
كيف تعلمه¬ مختزلا¬ علم ستين عاما
كيف تضمنه طيبا¬ مثلما هو الان¬ ودودا
لا كاذبا.. عاشقا.. ونبيلا؟!
فاحفظه فيك
وثق.. وتأنيٌ
تأني،
سيطببه الله لك.
يغسله بالرضا..
ويشرحه بالصفاء المنقي..
فانتظر
انتظر..
يامحمد..!!


( القاهرة مستشفى عين شمس التخصصي )

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى