محمد رحو - سيدة المطر و الكتابة

هل هي منفاي أم وطن الكلام هل هي رؤياي أم صحوي الحرام قل هي نخلة الروح في وحشة الصحراء أوهي كأس الحب على ضفة المستحيل فاضت على صدر الفصام لتلفي قلبي الأسمر النحيل امتداد حقول الجمر سارح! لتلفي نزيف حنيني كثيف شفيف وفادح! ومحظور عليه محاورة امرأة حفيف همسها الخليل ينير السبيل لطقوس المطر و الكتابة ! هي النسيم البلسم لشرخ الرئة وأنا هدف التيار الكالح مذ رشح الحب مبدأه تحت شمس الليل \بين أشداق التتر! أنا الذي كنت ولحد التيه ما زلت أكابد مخاض نصها الصعب أراود وعدها العذب وأرفض قضاء القضاء مثلما أرفض صكوك البكاء لأن غاليليو الخالد أثبت أن الأرض تدور لأن التاريخ مد و جزر لأن الجمرة /الحقيقة مهما طمروها في الحفر السوداء تنبجس بعد الجريمة لتحلق عارية طليقة تماما كما العنقاء! لأني لست يتيم بعدها المتيم بتخومها المنذورة للخصب لأني لست لطابور الحطام توأم سيبدو حنيني استثناء إذ يغرد كاسرا نواميس القاعدة/ كاشطا سطح الأشياء/ سادرا في الأحشاء الواعدة دونما هوادة يخرط الخطب الرملية حد اجتراح الأعمق من ينابيع الأبجدية! سيبدو جنونا أن أتخندق هنا – "وحدي"- في قلب الوفاء! فمن ترى يلجم جنوني بمروج الأفق- السيل! ؟ من ترى يلبسه"الخيانة العظمى" ليقدمه طازجا لمحكمة الجنايات! ؟ من يشرفه بالموت في عز الليل ليشارف يافعا صبح الحياة! من يقول لأمهات الجدب : كفى ويهتف لابن الندى: تعال لي الآن أن أعترفا هي ذي المنافذ بالجليد مغلقات هي ذي ذروة المأساة! فما بال سهوب آمالي تزهر فيما ذوى وانكسر من أفنان سنديانة الروح ما بالها تحفر تحفر في الداخل كضوء عضال!
***
فرحي مطلوب للتحقيق بل و مأخوذ للتشريح في أيما هيئة خطر حلما أو حدسا أو سؤال! لكأن سغبي لا قبر له لكأنه الليل السرمدي وليس شوطا أو مرحلة! هل محكوم علي بالصوم مدى العمر؟ هل محكوم علي بطبخ الحجر؟ شبعت من"ياغورت" الدعاية ومن جبن بقرة ما فتئت تضحك ليمعن الأطفال في البكاء! شبعت من حافلات تحترف اختناقي شبعت من مستشفيات منخورة بالارتشاء! شبعت من جامعات.. يتدحرج من مدرجاتها الجهلاء! أنا الحاضر الغائب شبعت من صلاة الغائب على المهدي الوهمي المنتظر شبعت من وزراء لا يقصون سوى شريط أحلامي ثم ينسحبون ليكرسوا شرودي هنا على رصيف الكوابيس! شبعت وعودا و أقنعة شبعت من "شبه نبي" يمجد آيات البحر ويضمر خطوة/ضفدعة! شبعت شبعت حتى تجشأت رباطة جأشي/ تقيأت أحشائي الممزقة بخنجر الجشع الأعمى ترنحت ما بين حلمي ووهمي ثم نهضت كمدية من نشيد لأمزق كمامة صمتي و أتصدر مسيرة الجياع صوب الخبز البعيد والعيد الكوني- نجل المعجزة! أنا قيس الأحلام المجهضة أنا قيدوم الجراح النابضة بأم عيني رأيت مليون جرح شقيق/ طافح من شاشة الأيام أنا قرية منسية ما أن بحت بأنفاسي العطشى لقطرة حرية حتى انبرى حجاج الوقت خطيبا لتنهمر سياط الأجلاف على الجسد العليل! أنا الولد الخواف أليس فظيعا أن أخاف حد أن أحسو نخب الثرثرة الرسمية فلا أتردد أن أتهم شخصا خرافيا سموه" سيف القدر"!
***
...ويصهرني هامش الصور وتلسعني ومضة البرهان فأرتج لأرج صنو نكوصي: ما الذي نفعله الآن لماذا نلح أن ننتحر هنا حول طاولة الضجر هنا في حانة الفقدان!
***
حكيم أنا و حالم هل حلمي سوى فيض حنيني لمدفأة تصون صوت الفؤاد؟ قديس أنا وآثم هل إثمي سوى احتفاء جنوني بفكرة ترج سور المعتاد؟ تلملم شظايا الحلم كلما هوى و انشطر هي وحدها مسعفتي هي وحدها منصفتي قل هي بوصلتي حين يذوي قنديل السفر وتهوي الخطى متعبة فتضاجع النجوم الحفر هي مشنقة الجدب و انقراض المسغبة هي سماء القصيدة هي سماد البلاد الجديدة لحضنها الريان لكم حاولت.. وحاولت الطيران لكنني كلما حاولت غمزتني غيمة شاحبة أوغمرتني رعشة الحذر! لكنني لا أعود عن اقتراف المحاولة أنا حنين فتاها القرمطي لحياة – كالموت – عادلة أنا بوحها الصعلوك العصي عن كل ما تنسجه عنكبوت الكواليس أنا بذرة التأسيس وهاجسها السهران على جمر الدلالة أنا نجيعها الجنسي وحارس روح السلالة أنا روض الضلالة هي نسغي الفضي و أنا تفاحة وعدها هل يؤاخذني بعد قرون العقم القواحل شيوخ القبائل؟ هل يؤاخذني جدار أو حمار أو زبد؟ هل تؤاخذني قبعة البلد أم يؤاخذني قناع "المناضل" إن صار مقام الرفض مقري فطلقت ملاذي ومفري أوفاضت مخالب صبري لتمزق فزاعة خوفي أنا الولد الخواف جئت أحضن وعدها العذب وأمشي جميلا .. جريئا ضد تكريس مناسك وأدها هي بلادي المنذورة للخصب وأنا قتيل حرس انكسارها ملء قيامي قوضت جسر انفصامي طردت مني الولد السالفا دخلت المدار العاصفا أنا الآن لا أبالي أنا الآن لا أغالي إذ أخلع زيا يطمس الجراح ليبهج السياح! لألبس عريي/نبع الهوية وأعدوكالمجنون الغريب خلف خيال الحرية ! لأجل ابتهاجها أصاهرالخطر لأجل انبلاجها أموت واقفا لأجل تاجها أقوم هاتفا: أنت سيدة المطر والكتابة و سواك سحب حبر منافق أنت حاضنة الوهج النبيل وهذا حرفي العاشق يراجع سفر جراحك يضاجع روح رياحك ويبايع سيف برقك الجليل قبل قيامة الرعد ووطن الطوفان الجميل!

الدار البيضاء/صيف 1992


محمد رحو

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى