المُعَز عوض احمدانه - وكب بطولة.. قصة قصيرة

لم أكن حينها قد عرفت طريقي إلى المدرسة بعد بسبب حداثة سنّي , رغم كوني كنت شديد اللهفة عليها , أستبطيء مرّ الأيام التي تبعدني وتفصلني عنها , وأحلم باليوم الذي أرى فيه نفسي غادياً ورائحاً منها , وحقيبتي المدرسية الممتلئة بالكتب والدفاتر تتدلّى خلفي على ظهري وتكاد تُطْبق على أنفاسي . ولأنّني أُحب دائماً أن أظهر كما أنا , دون أن أُخْفي حقيقتي خلف نفثات البخور ومساحيق الزينة والتجمُّل , فإنَّني لن أخجل من أن أذكر أنّ تعلُّقي الشديد ولهفتي المتّقدة العارمة تجاه المدرسة , لم يكن لهما أيّ صلة لا من قريب ولا من بعيد بأيّ شغف فطري غريزي أو ميول مبكرة نحو العلم والمعرفة . فالحقيقة التي لا أماري فيها أنّ شيئاً من هذا ما كان ليجرؤ بتاتاً على إقتحام خواطري وتشويش أفكاري , لأنّ عوالمي الطفولية التي كنت أعيش في ظلالها كانت مهمومة ومنشغلة بأشياء ومواضيع أخرى لا تمت بأيّ وشيجة تربطها بالعلم والمعرفة . وحقيقة أخرى كثيراً ما حاولت كتمانها أفشيها هنا وأكشف تفاصيلها لأول مرّة , وهي أنّي ما حسدت إنساناً قط حينها كحسدي لأخي الأكبر الذي حظي بشرف دخول المدرسة قبلي , وطبعاً هذا بحكم فارق السن الذي كان بيننا . لكن منشأ هذا الحسد وأصله , أنّ أخي هذا كان بارعاً جدّاً وله مهارة فائقة , لا يستطيع أن ينافسه فيها أحد , في إستفزازي وإغاظتي وإثارة كل كوامن الشرّ في نفسي . وله في ذلك تفنّن وإبداعات , لا ينضب معينها على كثرة ما يغرف ويدلق على رأسي . لهذا فإنّ أكبر الظن أنّه كان هو من يعود إليه الفضل في إندفاعي العنيف ورغبتي الجارفة تجاه المدرسة . وذلك لظنّي الذي يرقى الى درجة اليقين , أنّه في نفس اليوم الذي سألتحق فيه بها , سيضّطر هو الى إبتلاع لسانه الطويل اللّاذع , إذ لن يجد شيئاً آخر يختال به عليّ . وإن أنسى فلن أنسى ما حييت تلك الجلسات الثقيلة على قلبي , التي كان يحلو له أن يجلسها الى أمي , حين يعود آخر النهار . فيحكي لها ويسرد بالتفصيل الممل المقيت يومياته في المدرسة . ولا تسل عن النظرة الحانية المشحونة بالإعجاب والإكبار التي كانت تهديها إليه أمي , في حضوري ودون مراعاة لمشاعري . كانت تلك النظرة تقتلني وتسفك دمي غيظاً وحنقاً , ولا أجد سوى الفرار بعيداً لأُنفِّس عن لواعجي المكبوتة , بكاءاً ونحيباً وربما أيضاً تكسيراً في الأشياء من حولي . وأدركت أمي لاحقاً بما تميّزت به من حسٍّ عالٍ وذكاءٍ مرهف , ما كنت أعانيه وأكابده . فأعلنت كشئ من التعويض , وبسبب الحاجة الماسّة الى توازن القوى الضروري داخل البيت , أنّني سأختلف الى دار الحضانة ابتداءاً من الأسبوع القادم . وكم كانت فرحتي بالغة وسعادتي لا توصف بهذا الخبر , مع أنّه لم يكن سرّاً خافياً على أحد بإستثنائي أنا حينها , أنّها أي أمي كانت صاحبة المصلحة الكبرى في ذلك , لرغبتها الشديدة في التخلّص منّي ومن أوجاعي لبعض الوقت , تستردّ فيه صفاءها وراحة بالها المنتهكة بسبب شكاوي الجيران الكثيرة منّي , التي كانت لا تكفّ تنهال على رأسها طيلة اليوم كالحمم والشظايا الملتهبة .ومسكين باب دارنا قد تعب وناله ما ناله من الإرهاق , من كثرة الطرق عليه . فهو لا يكاد يسكت ويهدأ قليلاً حتّى تعاوده حُمَّى الطرق مجدّداً كأشدّ ما كانت , بسبب أيدي الشاكين الغليظة . أمّا القشّة التي قصمت الظهر وأغرقت السفينة , فكانت ما فعلتُه بذلك الصبي المعتوه , الذي خطف على حين غفلة منّي لعبتي الأثيرة لديّ , ثم أطلق ساقيه للريح , ظانّاً أنّه بهذا سيفلت من قبضتي . ولكن لسوء حظه وسواد يومه لحقت به , ولأنّه كان شديد التفلّت يصعب الإمساك به , فقد إعترضت سبيله بقدمي . فتعثّر عليها , وصار كأنّه الطائرة قد أقلعت لتوّها من مدرّجها من شدّة سرعته , ثم كان هبوطه الإضطراري السريع على أُمِّ رأسه , منغمساً كالوتد في الترعة النتنة , الفائرة والزاخرة بشتّى أنواع الجيف المتحلِّلة والطحالب الخضراء . وأكاد أجزم أنّه قد شرب من مائها القذر المقزِّز الباعث على القيء عند مجرّد التفكير فيه قدراً لا بأس به جزاءاً وفاقا , يخفِّف من حدَّة حقدي , ويهدِّيء من ثائرتي عليه . لذا لم يمض وقت طويل حتى كانت أمُّه على بابنا , تصيح وتولول , وترعد وتزبد , مطلقة من الشتائم والتهديدات ألواناً ليس لي بها سابق عهد , أثرت قاموسي منها , في صراخ جنوني كأنّما أصابها مسّ شيطاني طاش بعقلها . وأنا أثناء ذلك كله خانس في ركن قصيّ من البيت , بعيداً عن الأنظار , أترقّب وأهيئ نفسي لإستقبال العلقة الساخنة والعاصفة الهوجاء التي ستهبّ قريباً , وما هي إلّا لحظات قلائل حتى تحقّقت توقّعاتي كأسوأ ما توقّعت وأكثر . فلهذه الأسباب والحيثيّات مثّلت الحضانة في نظر أمّي المنقذ والمخلّص , ريثما أتعقّل قليلاً وأخفّف من حدَّتي وغلوائي , لا سيّما ومعلمة الحضانة التي سأذهب إليها جديرة بتحقيق هذا الهدف النبيل , لأنّها كما وصفوها لي وحذّروني منها , شرسة للغاية وقاسية الى أبعد الحدود , لا يعرف قلبها لين ولا رحمة , وبالأخص سوطها الذي لا يسكت من الولولة والصياح طيلة اليوم , يسمعه حتى العابرون بالقرب من الحضانة . ولا أدري لماذا كل هذا الحقد الأسود علينا نحن الصغار ؟. ولأنّني قد سبق لي أن مررت كثيراً ولعبت كثيراً بالقرب منها , فإنّني لا أذكر على الإطلاق أنّه تناهى الى مسامعي هذا الصوت الرهيب المرعب . لذلك رغم هذه الأوصاف المخيفة والمفزعة للحضانة ولمعلمتها إلّا أنّها لم تجد طريقاً الي قلبي , لتمنعني أو تثنيني من إستقبال هذا الخبر بفرح وسرور . كيف لا وقد وجدت شيئاً أفاخر به أخي وأسكته , أمّا ما يخصّ المعلمة وسوطها فليكن شعاري : مَنْ أراد الشهد لابدّ له من الصبر على لسع النحل . وأغرب هواياتي على الإطلاق , هواية كانت قد تربّعت على عرش قلبي , وملكت نفسي , واستحوذت على كامل تفكيري , لأنّها ربطتني بحبٍّ جارف عنيف نحو جدار بيتنا , نعم جدار بيتنا وليست جارة بيتنا . فقد كُنّا نسكن في بيت مبني على طراز قديم , وأغلب الظن أنّ الإنجليز هم مَنْ بنوه على أيّام الإستعمار كما يقول الناس . وكان من أبهر وأروع مكتشفاتي في هذا البيت أنّني إكتشفت عندما علوت جداره لأوّل مرّة , أنّه عريض جدّاً بحيث أستطيع أن أركض وأجري عليه دع عنك مجرّد المشي بحريّة تامّة وراحة وطمأنينة دون أن أخشى السقوط . وبمرور الوقت وبكثرة تكرار التجربة صار تسلّقه والجري عليه هوايتي التي لا تضاهيها هواية , ولعبتي المفضّلة الأثيرة لديّ , إذ أجد في ممارستها متعة قد تعدلها عندي متعة أكل الشيكولاته اللذيذة الحلوة التي كنت ضعيف جدّاً إزاءها , ولا أستطيع مقاومة اغراءها وسحر مذاقها . ورغم الإرتفاع الشاهق للجدار كنت أقضي سحابة النهار كلّه جرياً عليه بين كرّ وفرّ وذهاب إياب . وبالتأكيد يتم هذا في غفلة من أمّي وحين إنصرافها عنّي لبعض شئونها الأخرى . لكن الذي كان يحيّرني أثناء لعبي هذا الخطر ويعكّر مزاجي فيه , أنّ الكبار من الجيران رجالاً ونساءاً لا فرق , كانوا يعبرون الشارع من تحتي , ويشاهدون بأمّ أعينهم ما أفعل , دون أن يفتح الله عليهم ولو بكلمة واحدة , وكأنّه أمر إعتيادي هذا الذي أقوم به . كان الذي يغيظني جدّاً ويحنقني من موقفهم هذا المحيّر بالنسبة لي , أنّه رغم هذه البطولات الرائعة والشجاعة الفائقة التي أبديها , لم يُظهروا أيّ نوع من الدهشة , ولم يبرق في نظراتهم أيّ إعجاب , فقط برود شديد ولامبالاة مستفزّة . ما الذي يا تُرى دهى هؤلاء ؟ ألهذا الحد شغلت الحياة وهمومها الناس لدرجة ألّا يُعيروا أيّ إلتفات للبطولة والشجاعة ؟ . لكن هذا الموقف السلبي منهم رغم كونه قد حزّ في نفسي وآلمني جداً إلّا أنّه لم يعقني أبداً ويثبّط من همّتي , بل على العكس تماماً أشعرتني هذه الهواية بالتميّز والتفوّق على أقراني وأندادي , إذ لم أجد بينهم من ينافسني ويجرؤ أن يخاطر بنفسه فيلعب معي . كم كان هذا الشعور لذيذاً وممتعاً , وبالأخص حين أرى علائم الفزع والرعب مرتسمة على وجوههم لمّا أضعهم على محكّ التحدّي . فكان طبيعياً أن أخلص من ذلك بإستنتاج باهر ومذهل وهو أنّني بلا منازع الرجل الوحيد بين كل أشباه النساء هؤلاء . ومن جرّاء ذلك لبستني حالة من الزهوّ والإعجاب والإعتداد بالنفس والثقة المبالغ فيها . حتى كان اليوم الذي وجدت فيه نفسي أجوس متنقّلاً خلال الحضانة وبين جدرانها العالية . والحق أنّ منظرها من الداخل قد استهواني وأعجبني للغاية , وعلى الرغم من سماعي عنها كثيراً فإنّني ما تصوّرت أبداً أنّها ستجمع كل هذا العدد الهائل من الأولاد والبنات المزدانين بهذا المزيج الرائع المدهش من هذه الألوان الزاهية المشرقة الخلّابة , وما دار بخلدي يوماً أنّها ستشتمل على كل تلك الألعاب المتنوّعة التي انتظمت نواحيها وانبثّت في أرجائها على نحو مرتّب جميل . لقد كان المشهد بديعاً بهيّاً ساحراً , والجوّ صباحي منعش , باعث على النشاط ومثير للحركة والإضطراب واللعب . لكنّ الحق يقال أنّه لم تستهويني ولا واحدة من ألعاب الحضانة تلك . فماذا يعني أن تصعد ذلك السّلّم ثم تنزلق عبر ذلك اللّوح الحديدي الأملس المائل الموصول بطرفه الأعلى وحتى تبلغ سطح الأرض ؟, وماذا يعني أن تجلس على ذلك الكرسي المتدلّي والمعلّق بحبلين وتظل تتأرجح الى أمام والى وراء في حركة رتيبة مملّة ليس لها نهاية ؟, هل في ذلك أيّ نوع من المغامرة أو المتعة ؟ لا أعتقد , ففي نظري أنّ هذه مجرّد سخافات ليست إلّا . وأثناء استغراقي في تأمّلاتي تلك العميقة , كانت عيناي تفرّان الى هناك , حيث جدار الحضانة يقف في شموخ وكبرياء , فتحطّان عليه وتحدّقان فيه مليّاً . لكن كيف لي أن أذهب وأتسلّق وألعب وأمارس هوايتي دون أن يلتفت إليّ أحد ؟ لا يمكن أن يحدث ذلك , لأنّ من أخصّ خصائص هوايتي هذه أنّها لا يكون لها طعم ولا لون ولا رائحة إذا لم تمتزج المغامرة فيها مع دهشة النظّارة وانبهارهم , وخالطت المخاطرة خوفهم وإشفاقهم . لذا سرعان ما دخلت في تحدّي ساخن مع صبيّ متأنّق ظريف يبدو من سمته ومظهره أنّه من أسرة ميسورة الحال , كنت قد تعرّفت عليه , وأطلعته على مقدراتي ومواهبي الخارقة . لكنه لم يصدّق وجعل يرمقني بعين حادّة , ثم لم يكتف بذلك إنّما انطلق يتحدّث عنّي الى الآخرين بسخرية لاذعة مؤلمة , ويشيع فيهم ما جعل أعينهم تنهال عليّ تقريعاً ولسعاً وتجريحاً , فيبتسمون في وجهي ابتسامات خبيثة تنطق دون ألفاظ بالسخريّة والإستهزاء . فما كان مني إزاء هذا الحال إلّا أن اندفعت فتسلّقت الحائط كأسرع ما يكون , ثم وقفت عليه منتصب القامة كالجندي الباسل أمام قائده , وما هي إلّا لحظات حتي تجمهر واحتشد أولاد الحضانة وبناتها عن آخرهم لم يغب منهم أحد , مجذوبين نحو هذا المشهد العجيب كيلا يفوتهم . أمّا أنا فقد أخذت كامل أهبتي واستعدادي للجري , كي أكسر حدّة هذه الأعين الهازئة , وأفرض سطوتي على كل أولئك المتربّصين المتشكّكين , وأجبرهم للإذعان والإعتراف بحقيقة تفوّق مواهبي . ولكن كانت المفاجأة الكبرى التي لم أحسب لها حساباً ولم أضع لها إعتبار بل فاقت كافّة توقّعاتي وحتى أكثرها سوءاً وتشاؤماً , عندما لمحت ووقع بصري على عرض الحائط فرأيته يبدو نحيلاً كالخيط الرفيع المشدود . ما هذا ؟ ماذا دهى هذا الحائط حتى صار هكذا ؟ ما الذي أصابه ؟ . أسئلة كثيرة ازدحمت سريعاً في رأسي لأنّ عهدي وحدود علمي بالحيطان ألّا تكون على هذا القدر من النحافة والضئالة . لكن المقام هنا ليس مقام استكشاف حقائق علميّة جديدة واستقصاء معلومات كانت غائبة , إنّما هو مقام تحدّي وصمود وموت أو حياة . وكان درساً قاسياً تعلّمته تحت القصف والضغط والنيران , لن أنساه ما حييت وما بقي في صدري نفس يتردّد , أن ليس كل الحيطان سواسية , فهي متنوّعة ومتباينة , منها ماهو الغليظ العريض المتخم كما سبق لي أن خبرت ولمست من حائط بيتنا الحنون , ومنها كذلك النحيف النحيل الهزيل كما أرى وأشاهد هذه الكارثة التي تتمدّد أمامي . لكن كيف لي أن أخرج من هذه الورطة وأنسلّ من المأزق الكبير الذي انحشرت فيه بتهوّري وشدّة إندفاعي ؟ , وكبريائي الجريحة لا تسمح لي أبداً بالإنسحاب وأن أبدو خذلان منكسراً مهزوماً أمام الناس , ثم يشيع عنّي الجبن والخوف ويكثر الشامتون الّذين سيجدون مادّة دسمة لموضوعهم يعكفون عليها الى ما شاء الله , وأنا الذي كافحت وناضلت لفترة من الزمن ليست بالقصيرة كي أرسّخ في الأذهان بطولاتي وإقدامي وجرأتي وشجاعتي . هل آتي الآن وفي لحظة ضعف أنسف كل ما تعبت في بنائه وتشييده ؟ وإن فعلت فأين أذهب من هذه العيون المتربّصة الحاقدة والمترقّبة لسانحة تسنح وفرصة تلمع في الأفق كي تنقضّ عليّ وتنتف ريشي ؟. إذن للأسف الشديد ليس من سبيل الى التقهقر أو الإنسحاب , ولابدّ ممّا ليس منه بُدّ , وإن لم يكن من الموت مفرّ فمن العيب أن أموت جباناً . فتوكّلت على الحيّ القيوم الذي لا ينام , ثم شرعت منطلقاً في الجري , والأنفاس محبوسة , والعيون من تحتي جاحظة . وماهو إلّا أن حدث ما كان متوقّعاً , إذ اختفى من تحت أقدامي الحائط الملعون , وعبثاً كانت محاولاتي في البحث عنه . فلا ريب إذن ولا جدال قد غاب الباشا تماماً والى الأبد وضعت أنا في اللاشئ , إذ وجدت نفسي مقذوفاً في الهواء الطلق , وبين أحضان النسيم العليل . ثم تخيّم عليّ العتمة المدلهّمة فلا أعرف ماذا جرى بعد ذلك . لكن آخر ما أتذكّره من هذه النكبة الدامية الدامعة شهقة عالية ملأت وهزّت أرجاء المكان . هل انطلقت منّي أم من الجمهور المحملق تحتي ؟ لست أدري . وتنقضي فترة غيبوبتي , فأجد عند إفاقتي الحضانة عن بكرة أبيها ملتفّة حولي , وفي اللحظة التي فتحت فيها عينيّ محدّقاً في ذهول تعالت صيحاتهم وارتسمت الإبتسامات على وجوههم . ثم لم يمهلني أحد فرصة , فقبل أن أستجمع بقايا قواي المنهكة وأستعيد كامل وعيي لفهم ما حدث وجدت نفسي أعود مجدّداً الى الهواء , ولكن هذه المرّة محمولاً على أكتاف أهل المروءة والنجدة في موكب عظيم بهيج تتقدّمه المعلمة , حاثّاً خطاه الى أمّي .



المُعَز عوض احمدانه

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى