على رضا غُلامى شيلسر - أيام السبت.. قصة قصيرة - ترجمة : ساناز داودزاده فر

السبت مرّ عامان على زواجنا. لم يعد هناك مبرِّرٌ لمواصلة حياتنا المشتركة. أتمنّى لو لم تكن «هى» موجودةً. ماذا سيحدث لو حصل لها مكروه؟ سرطان، حادث؟ طريقة موتها ليست مهمًّة. الأهمّ هو الخلاصُ منها.

أمس، عندما رأيتُ زوجةَ جارى، أدركتُ أنّنى لم أعد أحبُّ زوجتى. نظراتُ زوجتى ميّتة جدًّا، ولا فرحَ حقيقيًّا فيهما. أمّا زوجة جارى فمفعمةٌ بالحيويّة والطاقة. أتمنّى أن تموت زوجتى. ليس فى وسعى نسيانُ ابتسامة زوجة جارى، ابتسامتها...

السبت بعد أسبوعين

غيّرتُ «مودیلَ» ملابسى وشعرى، وكان لذلك تأثيرٌ إيجابيّ على روحى. أشعر أنّنى أصبحتُ أصغر بسنة. ليت زوجتى تموت، وأستعيدُ شبابى. آه من ابتسامة زوجة جارى التى سَلبتْ راحتى وشتّتنى. تحقّقتُ من أمرها، وأدركتُ أنّها ترمّلتْ حديثًا، وأنّها تعيش وحدها مع طفليها، ولديها اهتمامٌ كبير باللون الأزرق. اشتريتُ بعضَ الملابس الزرقاء، وطليتُ بابَ منزلى وسقفَه بالأزرق. ما أجملَ السماء!

السبت بعد ثلاثة أسابيع

حالة زوجتى ساءت قليلًا. أدعو الله أن یزیدَ من حدّة سعالها. إنّه لأمر مؤسف أنّ ضميرى لا یسمح لى بأن أساعدَها على موتها.

اليوم، بادلتنى زوجةُ جارى السلام. لم أشعر منذ فترة طويلة بهذه السعادة. سعالُ زوجتى لم یسمح لى بأن أركز. قد تكون على وشك الموت. لا أستطيع العيشَ من دون زوجة جارى.

السبت بعد خمسين عامًا

سعالُ زوجتى أتلف أعصابى. فمع كلّ نوبة سعال أتذكّر الموت؛ بالطبع، الموت الذى يستغرق أوانُه خمسین عامًا، ويتأجّل موعدُه فى كلّ يوم.

كانت حالة زوجة جارى سيئةً جدًّا أمس، فنقلها أولادُها إلى المستشفى.

السبت بعد خمسين عامًا ويوم

توفّيتْ زوجةُ جارى أمس...

السبت بعد خمسة وخمسين عامًا

غدًا الذكرى الخامسة لوفاة زوجة جارى. سوف أذهب اليوم، كما فى كلّ عام، لزيارة قبرها، بقميصٍ أسودَ وزهرةٍ فى يدى، وسوف أحتفل بخمسين عامًا من الحبّ.

زوجتى سعلت اليوم فقط. يبدو أنّ وضعَها یتحسّن يومًا بعد يوم.

السبت بعد خمسة وخمسين عامًا وأسبوع

زوجتى لم تعد تسعل. یبدو أنّها فى كلّ یوم تصبح أصغرَ سنًّا وأكثرَ سعادةً، وأرى طاقةً جديدةً ونضارةً فى وجهها. أمّا حالتى فلا يمكن وصفُها؛ إنها تسوء يومًا بعد یوم.

السبت بعد خمسة وخمسين عامًا وأسبوعين

غيّرتْ زوجتى «مودیلَ» ملابسها وشعرها اليوم. جاء العديدُ من العمّال إلى المنزل، وطلوا الجدرانَ والمنزلَ بالأحمر، بناءً على أوامر زوجتى، وأحضروا لها أيضًا من الخيّاط بعضَ الفساتين الحمر.

لا أستطيع التنفّسَ بشكل جيّد.

لم أعد أستطيع التنفّسَ أبدًا.

السبت بعد خمسة وخمسين عامًا وثلاثة أسابيع

لونٌ أحمر. زوجتى. زوجتى، أحمر، زوجـتى

..................................

(Saturdays) واحدة من عشر قصص مختارة فى مسابقة الكتاب الهزليّ الثالث للقصة القصيرة فى مركز «الساحة الفنيّة» (حوزه هنرى)، وفى مهرجان «طونزوك» الكوميدى الذى نُظِّم فى مقاطعة بوشهر. أول مرّة حصلتْ هذه القصة على المركز الثانى فى هذه المسابقة ، وهى من مجموعة « أظنّ أننى حمار».



منقول عن الاهرام

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى