بشير عاني - دم راشد بما يكفي

ثمة دمٌ كثير.. كثير..
لا كالذي كنا نقرأ عنه..
أو نشم رائحته على أصابعنا..
أو نخلّده في البيعات على قماش السياسيين..
كثير .. كثير..
كثير إلى الحدّ الذي لا يتّسع للدبابات تفادي انفجاره حول جنازيرها..
ولا يتسنّى للطائرات سدّ آذانها عن هديره..
وكثير بما يكفي لتخمير كبرياء جثث لا تنتظر القبور..
دم راشد بما يكفي لإخراج البلاغة الثورية من شرودها.. وطي التاريخ (المجيد) لقذيفة سليلة..
ولا بأس.. لا بأس أن يتذوق الشهداءُ ملحَ الطبخة الأممية..
وأن يوصدوا أرواحهم في وجه العبارات المواسية..
وأن يرموا بأحلامهم على أكتاف الناجينَ..
لا بأس أن يسأل "سمّور"* القنّاصَ عن زمرة حقده.. وأن يراقب "خليل"* تبدد "سوالفه" في حضرة البارود..
ولا بأس أن تتضرع الثكالى.. وأن تَحارَ السماءُ من ازدحام الأنين على أبوابها..
دم كثير بما يكفي..
لينسربَ السوريون من شِباك ذهولهم..
يقفوا في برك النار على أصابع قلوبهم..
واجمين بانتظار انجلاء عنوان القذيفة التالية..



* سمور الساملوت: شاب منغولي معروف بالطيبة والدماثة
* فشل خليل كرك في كتابة النص الأدبي لكنه نجح كثيراً في انجاز ذائقتي الأدب والاحتجاج..




Alef

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى