محمد بنميلود - يا حبّي، يا عسل.. قصة قصيرة

مشاهدة المرفق 752
قال الصّرصار لأميرة الأميرات دودة القزّ، وقد ارتسمت على ملامحه علامات الجدّ: أريد أن أجد عندكم شغلا يا مولاتي.. يعني.. أقصد.. أن أصير حارسكم الشخصيّ.. وأيضا.. يعني.. أن أخطبك.
كان ثملا كالعادة حين تحدّث، ففاحت رائعة عنب رخيص في الأرجاء.
خلف عشبة حيث كان يقبّل يعسوب خطيبته اليعسوبة، ظَنَّا الصّرصار شرطيّا، فجمد اليعسوب فوق يعسوبته كأنّهما صارا محنّطين. لم يفطن الصّرصار لوشوشتهما الحميمة والتصاقهما ثانية في قُبلة رغم الخوف. بل زرّر معطفه الجلديّ وتمايل يمينا ويسارا والقنّينة في يده، وقذف الكلام من فمه في اتّجاه الدّودة وهو ينظر فوق: ارم لي خيط حرير من ذلك الغصن الشّاهق يا أميرةْ، يا غزالْ، ياقمرَ العلالي.
ورفع يديه عاليا مباعدا بينهما كأنّه سيرقص، والسّيجارة مائلة في فمه، والقنّينة تتمايل في يده وتتدفّق: ارم لي خيط حرير يا حبّي، يا عسل
لكن، حين عاد الصّرصار لمخاطبة الدّودة والتّغزل فيها بالشّعر دون أن يزرّر سرواله، ألقت له بخيط حرير تلقَّفَهُ في الهواء كما يتلقّف متسوّلٌ لجوج ريالا طائشا.
ماذا حدث بعد ذلك؟ علق الصّرصار في الخيط
لماذا؟ لأنّ الخيّاطة لم تكن دودة القزّ الأرستقراطيّة، بل عنكبوتا أرملة سوداء قاطعة طريق
السُّكْرُ جعله لا يميّز بين الحبّ وبين حتفه.
قالت العنكبوت وقد حثّت الخطى في اتّجاهه، وهو يحاول الفكاك من الخيط عبثا: انتظرني يا حياتي، يا حبّي، يا عسلي، أنا قادمة.
ضحك اليعسوب ضحكا هستيريا مفاجئا، وقال لخطيبته الّتي صارت الآن زوجته بعد أن فضّ الخوف بكارتها: قلت لك لا تخافي ما دمت إلى جانبك يا حياتي، يا حبّي، فأنا رجل ولست قشّة




.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى