شهادات خاصة عائشة المراغي - محمد جبريل عُمْر من العطاء..

شهور طويلة مرَّت منذ دار الحديث – لأول مرة – بينى وبين الأستاذ طارق الطاهر، رئيس التحرير، بشأن إعداد هذا الملف عن المبدع والكاتب الصحفى محمد جبريل. انتقلنا من عامٍ إلى آخر دون أن ينتهى أو يُنشَر، ولم أكن، حتى أيام قليلة ماضية، أعلم السبب، فالمواد كلها جاهزة منذ وقت طويل، فيما عدا حوارى معه!
قررتُ أخيرًا أن أضع حدًا للأمر وأنهيه، وأن أفتح ملفات العمل على الحوار، فتجَّلت لى الأزمة الحقيقية. لم أستطع التعامل مع الأمر كما أفعل دائمًا، لأننى لم أعتد الخلط بين العمل وحياتى الشخصية، ومحمد جبريل ليس غريبًا أبدًا عنى. كبرتُ وأنا أسمع اسمه فى البيت على الدوام. وبعد فقدانى لوالدى بفترة قصيرة؛ صارت زياراتى له، مع شقيقى، شبه منتظمة. نتحدّث عن كل شىء وأى شىء. لديه أجد الدفء والعطاء غير المحدود، وفى ملامحه أرى صورة أبى.
رغم يقينى من اختلاف علاقتى به، إلا أننى أدرك جيدًا أن تلك السمات جزءٌ لا يتجزأ من شخصيته، أشار إليها كل من تعامل معه، وكل من حالفه الحظ ليعرف طريق ندوته الأسبوعية، كما تتجلى فى بعض الشهادات والقراءات التى يتضمنها هذا البستان. لقد اعتاد محمد جبريل على العطاء دون انتظار المقابل، لم يتنافس أو يقاتل يومًا للحصول على شىء، حتى وإن كان يستحقه.
فى الصفحات التالية نحاول أن نرُّد قدرًا يسيرًا من عطايا جبريل للحياة الثقافية، تقديرًا لقيمته وفكره وإبداعه الذى لا ينضب.


عائشة المراغي

نشر في أخبار السيارات يوم 20 - 04 - 2019


* محمد جبريل عُمْر من العطاء

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى