سيد الوكيل - مؤامرة.. “من نصوص الأحلام” - قصة قصيرة

اجتمعت العائلة كلها.

جاءوا من قراهم وبلدانهم ومقابرهم.

اختاروا حجرتي مكانًا لجلسة الصلح بيني وبين المرحوم جدي، قالوا إنني لم أحمل من صفاته غير الاسم، ودون ذلك لا أشبهه في شيء.

ضايقني أنهم اختاروا حجرتي رغم ضيقها وسوء حالها، لكنهم غمروها بأضواء قوية، فبدوا في ملابسهم البيضاء ناصعين حتى لم أعد قادرًا على تمييز ملامحهم، فيما أنا وجدي نجلس متواجهين على الأرض في انتظار الحُكم.

كانوا يتحدثون كثيرًا، ويصرخون بأصوات غاضبة وهم يتبادلون أوراق الكوتشينة بينهم، وعندما انتهت اللعبة، وقعت الورقة الأخيرة في يد أبي.

لاذوا جميعاً بالصمت في انتظار أن ينطق أبي بالحكم. عندئذ وجدتني عارياً تماماً، وأصابعهم تشير ناحية الشرفة المفتوحة على الشارع، ففهمتُ أن على أن اقفز منها عارياً تنفيذاً للحكم.

لم يكن الأمر مخيفًا بالنسبة لي، أعرف أنها مجرد لعبة، وأن باستطاعتي القفز بهدوء وخفة كأني أطير.

ها أنا أمضي عاريًاً وسط الشارع، أقفز وألامس الشرفات وأحبال الغسيل، أقفز وأرى الناس في حجراتهم يتحلقون حول موائد الطعام.، ألوّح لهم فلا يرونني، أناديهم فلا يسمعونني.

ثمة عربات قليلة في الشارع ألهو بها، أطوحها بعيدًا وأضع بعضها في جيبي. وثم أطفال يجرون إلى مداخل بيوتهم عند مروري. كان بإمكاني دهسهم بقدمي، لكنهم ليسوا خائفين، أمسك بهم فيفلتون من بين أصابعي، يضحكون ويدخلون بيوتهم. ويتحلقون حول موائد الطعام.

في نهاية الشارع وقفتْ أمي بفستان زفافها. تفتح ذراعيها وتصفق، وأنا أتعثر في خطواتي الأولي حتى ارتميت في حضنها. فيما أفراد العائلة والجيران، كانوا جميعا، يطلون من الشرفات ويضحكون.



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى