جان دمو - نصوص..

1
عاش بقلب مفعم بالألغام
طوال حياته
في صيف كلّه أسرار وطلاسم
اكتشف
أن تحت مياه الجرح
كنارا.
لا تخبروه بأن في الصحراء سحرا
فقد عرف ذلك
بعد طفولته.
قولوا له إن السراب والموت
واحدٌ وإن الحياة ليست ولن يكون لها
أكثر من وجهين: وجهين أصفرين بائسين
ولكن، قولوا له، أيضا، إن المستقبل
لا أصداء فيه إلا في الغياب
كان يحب... كان يحبُّ أن يُحبَّ.

2
أبحثُ عنكِ في رماد الذاكرة
في رماد الصواعق
في نيران الفراغ
في الحب
في العذاب
في الاستحالات
في أنين القلوب الممزقة
في القيثارات المعطلة
في عطلات نهاية الأسبوع الجميلة
في الخرافات
في الأمس ذي الصمامات المقفلة
في الأغوار، في كل مكان
إلا في هذا العالم
أبحثُ عنك
يا حبيبتي.

3
لا وجودَ في الظل إلاّ
لعاصمة الأبدية
الغيوم حين تنعكس في بحيرة ما
تنزع قشورها وتبدأ في التكلم
هل بالرماد وحده يضاء القلب
هل الحقول أسر
ماذا يفصلني
ما الذي يمكن أن يفصلني عن المستقبل
سوى مقصلة النوم والارتخاء
في بحيرة أوسع وأكثف من الذاكرة
تبدو ظلال الفجر تتأرجح
بين الليل والليل يموت فيّ حاضري
آه لِم القوارب هذه...

4
الساعات
تودع تنهداتها
السواحل الهادئة
العواصف تجهل هذا
الينابيع تجهل هذا
الفراشات تجهل هذا
الغابات تجهل هذا
والمطر؟ إنه تفاحة الخوف
إنه مزامير السهر
إنه العدم
إنه ينابيع مستقبلنا
لذا، فهو يعرف، لأنه
الصدى الأبدي لسواحل الساعات.

5
كنتِ دوما جميلة في وهج النهار
ولكن لم تكوني قط جميلة مثلما
كنت حين اتسعَ قلبكِ للبحر
للنهار
للبراري
كنتِ دوما فوق مستوى الصفر
وتحته
ولكن ليس أبدا في مستواه
ذلك أنك كنتِ انعكاس الشمس
كنت دوما حاضرة
عندما كان قلبي يتحول الى شظايا
وكنت، إذ تلملمين الشظايا هذه
تعطينني فرصة لأوازن
بين السقوط والحقيقة
كنت، كما لم تكوني، منظورةً وراء المرايا قاطبة
وبهذه كنت رائعة.
لم يكن بينك وبين الشمس
أي فرق.

6
فضاءٌ بلا شمس
يوقد أحزاني
المزمنة.
قيثارات زرقاء
عالقة فوق القلب.
سأمرّ بكل بحر
بكل مساء
بكل سحاب
لا زفرات فيه.
انحن للحنان
أنت
يا من كنت الأسباب
والنتائج
والأعشاب.



1974
( جان دمو )
العراق
أعلى