محمد أحمد الروبي - فِي ثَوْبِ النَّقِيْصَةِ.. شعر

سأضْربُ بالمَشاعرِ النَّبيلةِ عرضَ الحائط
وربَّما سلكتُ دربَ بني إسرائيل
فاعترفْتُ فقط بالأُمورِ الماديَّةِ
ومعَ الوقت سأتدرب على الجحودِ وأنكرُها أيضًا
لنْ أسمحَ لأبي أن يجيء بذاكرتي مُطلقًا
أمِّي لنْ أستطيع نسيانَها
فسُرَّتي -الشَّيءَ الماديَّ- سَتُذكِّرُني بها
كُلَّما نظَّفتُها وأنا أستَحمْ
ولنْ يكونَ تذكُّري لها بخيرٍ على العُموم.
٭
لمْ أجدَ عيُوبًا في شِعر كفافيس
لهذا لنْ أتكلَّم معهُ في هذا الشَّأن
سيَكونُ حديثِي عن الشُّذوذِ الجنسيِّ
وكيف لرجلٍ كبيرٍ مثلهُ
أنْ يجلس على مقاهي الإسْكندريَّة
ليتصيَّدَ شابًا رُبَّما أحمقًا
ويسمح بأن يعتلِيهِ وهو الشَّاعرُ الفذُّ
أخطأتُم الظَّن
ما قصدتُ النُّصح بل الإهانةِ.
٭
سأصفعُ تشايكوفسكي على مؤخِّرته
وأُخبرهُ أنَّ بحيرة البجع قبيحة
تُرهق أذني كثيرًا وتوتِّر أعصابي
ولنْ أبدِي أمَامهُ إعجابي بالجمالِ النَّائمِ.
٭
سَأوهِمُ هيباتيا بأنِّي "الحقيقة"
التي تبحثُ عنها
ومصدر شغفِها
وستقبَلُ عِندها الزَّواج منِّي
لمْ أكره شيئًا بقدر الرياضيات
فقد شغلتها عنِّي أغلبَ الوقت
وسأتلذذُ وأنا أرى جِسْمها المسلُوخ
وهو يَقطُرُ منطِقًا ومُعادلاتٍ بدلاً من الدَّم.
٭
وسَأقبّلُ يدَ الشَّيطان بحفاوةٍ
وأجْترع معهُ كأسًا من الخمرِ
نخْبَ إغوائِه لآدم وحوَّاء
فالبَشَر غير جدِيرين بترفِ الجنَّةِ.


#محمد أحمد الروبي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى