رحاب إبراهيم - وصول.. قصة قصيرة

المطار نقطة خاصة..ضوء أحمر يلزم الوقوف.
اللافتة على يمينك تقول " وصول الرحلات القادمة" , وأعلاها رسم لشخصين يتصافحان.
أذناك جهازا استقبال يلتقطان لهجة بلدك من هنا وهناك , لكنك تحس أن مواطنيك هنا قد امتزجوا بطعم الغربة ,صار لحديثهم وعيونهم مذاقا مرّا.
عيناك تسجلان الإعلانات التجارية على الأكياس العابرة أمامك , تبتسم للشوارع والمدن المسجلة أدناها , تمر امامك كلقطات فوتوغرافية متتابعة.
فكرة واحدة تلاحقك : أنت هنا مثبت على أفيش فيلم أبيض وأسود!
كل هذا الترقب في العيون يجعلها عمياء تقريبا , فهي لا تبصر سوى شخصا بعينه.. الباقون مجرد ديكور ثانوي.
القادمون تسطيع أن تصنفهم ببساطة , المسافرون لأول مرة بارتباكهم وتلفتهم الدائم بلا سبب , والحرج الخفي الذي يتواثب حول خطاهم فتتعثر .
المعتادون على السفر , يتحركون بآلية , بلا ملامح..
المهم الآن هو قدرتك على إكمال طقس الحياد وأنت تستقبل صديقك القادم توا.. كيف ؟
لحظة تفتح فيها الباب لروحك التي نسيتها بالداخل , فتطل على الحياة من جديد؟
دموع ينبغي ألا يشاهدها أحد؟
تعيد النظر للوحة المعلقة على اليمين...مصافحة وقورة وينتهي الأمر...هكذا تقول التعليمات.



.........
رحاب إبراهيم
من مجموعة
"بنت عمرها عشر دقائق"

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى