حميد نعمة عبد - بلادة..

يكاد قلبي يقفز ليقف لصقها .. جميلة ، شفافة . والأهم ان كل شيء فيها مدور.. أكتافها ، عجيزتها ، نهداها , رأسها ، فمها بل حتى خصلات شعرها . دار رأسي بأفكار شتى ، وبدأت أتمتم بكلمات ، يقينا أنها لا تفهم منها شيئا . وهذا ليس مهما . فالمهم عندي أن تفهم أنيها هي المقصودة ، على أقل تقدير ، و إلّا سأكون معتوها ، لا يستحق حتى الإلتفات إليه . وبرغم ما أضمره من رغبة جارفة في أفهامها بأنها هي المقصودة بتمتماتي، وملاعبة حواجبي، إلّا أنها لا تلبث أن تزم شفتيها اشمئزازاً . والحقيقة أنا مندهش من تصرفاتها!! فكيف لإمراة أن ترى رجلاً يفرش لها قلبه ، ولا تبادله او على ألآقل ان تعطف على تلك المشاعر المتأججة ؟ وبرغم الفارق الخلقي ، وربما الأخلاقي بينها وبين تلك التي تقف بجانبها ، ذات الوجه الطويل والذي يشبه الى حد كبير : باذنجانة مقلوبة، إلًا أنني حاولت كسب تلك المرأة ، غير أن حركاتها توضح كرهها لي ، وهذا يبدو واضحا من بعض حركاتها التي المحها بين فينة وأخرى . فمرة تضرب فخذها بيدها ومرة ترميني بنظرة حاقدة ، من عين لاتعدو أن تكون كعين أفعى . أنها تنظر لي وتلتفت إلى ألمرأة الجميلة المدورة . ثم تعود تنظر لي بطريقة غريبة . لكني على أية حال غير مكترث بنظرات تلك الباذنجانة المثقبة . بل كل ما يهمني ان لا تتأثر حبيبتي الجميلة بلسان هذه البلهاء المتطفلة .... ولم يمهلني الباص طويلا فقد توقف أمامي كالمارد.
نظرت لي جميلتي نظرة أقتلعتني من الآرض ، بل كأنها القتني من شاهق ثم بصقت ، و صعدت الباص . بينما قهقهت الباذنجانة وهي تكور كفها وتضربه براحة كفها، بحركة كيدية ، وصعدت الباص أيضا. و بقيت مسمرا في مكاني كالبليد ، بقيت شفاهي قصاراً، وقلبي يضرب اضلاعي ، وقدماي لاتكادان تحملانني

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى