عبد الكريم عمرين - من دفاتر الحرب.. شعر

مائتا متر فقط
وثلاثة أيام لتعبرها حتى تصل إلى الوعر.
تمشي وئيداً فوق جسر من بحص السيل
أقيم على عجل فوق الجسر القديم
ينثني العاصي وئيداً يئن
والجنود خارج نوبتهم يرمون بشباكهم الصغيرة
تتقافز الأسماك متعبة
لكنها تستقر أخيراً هامدة في صناديق بلاستيكية.
وأنت تحمل لأهلك
الشاي والقهوة وبعض الثوم والطحين.
مائتا متر فقط وثلاثة أيام لتعبرها
بسبب الازدحام والاجراءات المشددة والتأجيل.
تمشي فوق العاصي الذي غمر أراضي بساتين الوعر
على الطرف الآخر, يستقبلك المسلحون
يدونون في جداول معلومات عنك ويعطونك رقماً خاصاً
تماماً كما فعل الجنود من قبل.
عند حاجز الجنود بكاء بفرحة اللقاء
عند حاجز المسلحين بكاء بفرحة اللقاء
نساء وأطفال وكهول
أنهكتهم حرب الأخوة الأعداء
يلتقون بعد سنين
يطول العناق والبكاء
الأنين والحشرجات والقبلات
تسقط الأجساد المتعبة سكرى من فرحة اللقاء
مع من تبقى من الأحياء.
مطر غزير
مطر ودموع
أفق سديمي
الطيور تحلق على مقربة
الضفادع لاتتوقف عن الترتيل.
تدخل الوعر مذهولاً ومقهوراً وغريباً
وحقيقة لاتدرك من منكما الغريب
أنت؟ أم الوعر؟.



من صفحة الشاعر على الفيسبوك

  • Like
التفاعلات: إبراهيم رافع

تعليقات

أعلى