إيمان نجاح العبيدي - رسالة من صديقتي.. قصة قصيرة

فتحت إيمان المولعة بالمطالعة وحب القراءة و الكتب صفحتها الفيسبوكية؛ كي تتصفح كعادتها و ترى ما نزل من جديد من الصور لعلها ترى صورة تلهمها لكتابة قصة او خاطرة ما فوصلت إليها رسالة من صديقتها الآء التي بدأت السؤال عنها و عن احوالها ردت عليها ايمان و بعد أن أطمأنت كل واحدة منهن على أحوال الأخرى أخبرت الآء ايمان بأنها كانت قد تحدثت مع احدى الصديقات عبر الفايبر و رأت صور جميلة ومعبرة فتذكرتها وسحبتهن ؛ لأجلها طلبت ايمان من الآء أن ترسل لها الصور وظنت منها أنها تريد منها قراءة سريعة لهن وبعد أن أرسلت الآء الصور الى ايمان نظرت ايمان فوجدتهن ثلاثة صور لثلاثة فتيات يشتركن في شيء واحد وهو انهن يقرأن في كتاب نظرت الى الصور وارسلت الى ألآء رسالة تقول فيها :

ان الصورة الثلاثة معبرة ولكن عليها ان تتأملهن جيداً ردت عليها ألآء برسالة تقول فيها :

عم وتتعمقين في قراءتهن. عادت إيمان تنظر الى الصور وتتأمل في الصور الثلاثة فهمت ايمان أن الصور تعبر عن القراءة و تأثيرها على القارئ وأرسلت الى الاء عدة رسائل تشرح لها ذلك ولكن الآء لم ترد عليها كما لم يظهر لدى إيمان ان صديقتها قد قرأت رسائلها لاحظت ايمان صمت الاء فنظرت الى الماسنجر؛ لتتأكدت إن كانت لاتزال صديقتها موجودة معها ام لا فعلمت أن الآء قد أغلقت صفحتها و كما ظهر أمامها في الصفحة انها غادرت منذ حوالي ربع ساعة وكأنها كانت تحمل معها رسالة ما سلمتها لها ورحلت لا تزال ايمان تفكر وتنظر وتتأمل في الصور وتسأل نفسها هل يا ترى الصور تعبر عن القراءة فشعرت بأنها بحاجة الى من يدعمها برأيه فكرت كي تحل لغز الصور الثلاثة فأرسلت الى احدى صديقاتها الصورة الثانية التي تحكي قصة فتاة تسلك طريقاً ما تستخدم فيه كتاباً كدليل لها تقرأ فيه؛ كي تكمل السير في طريقها تحلق معه في الفضاء بين الغيوم يتجه الطريق الذي تسلكه نحو الاسفل فتختفي نهايته بين الغيوم وطلبت منها عنوان لهذه الصورة ثم أرسلت لأخرى الصورة الثانية ايضاً مع الاولى التي تحكي قصة فتاة جالسة في غرفة مهجورة كل ما فيها قديم و مهترأ تسند ضهرها الى باب الغرفة المفتوح الذي عبارة عن نصف كتاب مفتوح وواقف على شكل زاوية قائمة والى جانبها النصف الاخر من الكتاب(فتحة الباب) ومنه طريق يؤدي الى غابة يحلق في سمائها تنين تمسك بيدها كتاب تقرأ فيه واحتفظت إيمان بالصورة الثالثة لنفسها والتي تحكي قصة فتاة محلقة في الليل تجلس على مجموعة كتب جديدة تمسك بيدها كتاباً تقرأ فيه والى جانبها القمر بدر و النجوم تتلألأ في السماء ترتدي ثوباً أحمر لم يسترها فتضهر منه مفاتنها.. أستلمت ايمان رسالتين من الصديقتين اللتين ارسلت لهن الصور فزودتها كل واحدة منهن بفكرة مختلفة عن الاخرى احداهن قالت السير الى المجهول والاخرى قالت عن اهمية القراءة لم تسعفها أفكارهن في أتمام قراءة الصور وتأملهن بشكل دقيق ولكن رغم ذلك اخذت ايمان بالفكرتين التين تزودت بهما و بدأت تفكر فيهما جيداً بعد أن ربطت معهن ما رأته هي أيضاً عاودت مرة اخرى الى الصور تتأمل كل واحدة منهن على حدى لم تصل بعد الى قراءة دقيقة تقنعها. . أغلقت ايمان صفحتها الفيسبوكية ثم أوت الى فراشها ولكنها لم تتخلص بعد من فكرة أنها يجب ان تفهم الصور وتحل اللغز الموجود في كل صورة لم تستطع النوم بعد فصارت تتقلب في فراشها تتخيل الصور الثلاثة و تراهن في كل نقطة يقع عليها نظرها نظرت الى سقف الغرفة فظهرن أمامها في السقف وايمان تنظر وتتأمل فيهن وبينما هي تنظر اليهن وكأن صوت الآء تردد على مسامعها يبلغها ثلاثة رسائل كل صورة تحمل لها رسالة و كل رسالة فيها نصيحة تقول لها في الصورة الاولى :

لا تعشقي الكتاب و تقضي معظم اوقاتك معه تعيشين قصصه فتصبحين كالاسيرة له ولكلماته تنتبهي لكل ما يقول بأهتمام وتطيعيه لا اريدك يا صديقتي أن تتركِ الواقع و تعيشي الخيال كالمجنونة و في الصورة الثانية تقول :

اياك أن تربطي ما تقرأينه من قصص الخيال بواقعكِ وتسبحي بأحلامكِ بعيداً أخاف عليكِ ياصديقتي أن تسلكي طريقاً الى المجهول فتهلكي. واما الصورة الثالثة فتقول لها :

طوري نفسكِ و أرتقي بافكاركِ ولكن إحذري يا صديقتي ان تخرجي من ثوبكِ فلو خرجت المرأة من ثوبها لن تعود اليه أبدا.

أختفى صوت ألآء أبتسمت إيمان بعد ان أنتهت من تأملها لكل صورة وفهمت سر الرسالة التي تركتها لها صديقتها فشعرت بسعادة كبيرة نهضت من فراشها واتجهت الى المنضدة حيث لاب توبها جلست على أحد الكراسي فتحت صفحتها الفيسبوكية أرسلت الى الاء رسالة كتبت لها فيها (شكراً ألآء) وحمدت الله و شكرته على نعمة صداقتها ثم أغلقت الصفحة و أوت الى فراشها.

إيمان نجاح العبيدي – بغداد

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى