ليلى أسامة - قاموس العامرية

البدايات :
فعلٌ لا بد منه..
قد تبدو في البدء لا منطقية... محيرة...
تسترعي الحواس.. غموضها يثيرُ التحفز..
فتشرعُ بوضع ملايين الدوائر الاستفهامية ..
ولا تنفك تسلطُ سيف الشك علي مقصلة اليقين..
الحدس: إستفتاءٌ للحسِ..
الشك: ضرورةٌ قصوي..
لذا البدايات دوماً هي الاصعب كيفما بدت خارطة الطريق...
النهايات تبدو أقرب..
تبدو أكثر آمناً..
وأحياناً يستجديها البادئ الاقتراب ليتخلص من ضيق الشك…
وكلما يخيلُ إليه أنه إقترب منها ... تبتعد هي عنه..
يموتُ لديه ظنٌ… ليولد ظنٌ جديد..
لذا لمواجهة الاسوء ..
وتحسباً للصدمات المحتملة..
يظل منطق العاقلون هو سيد الموقف:
سوء الظن إلي أن يثبتُ العكس.. !!

العرّي:
ليس حينما نخلع ملابسنا - تماماً - ونقف امام مرآة ملساء صماء... أو مرآة اعين الاخرين...
العرّي: هو أن نخلع لباس روحنا... فتظهر حقيقتها المفرطة القبح... حتي نحن أنفسنا..
لا نستطيع إلا أن نغمض عنها اجفاننا..
وندير الروؤس ..!!

الموت:
هو الثقب الموجود علي ثوب الحياة الغشيب..
عجز كل خياطو العالم من رتقه ..
فرفعوا راية إستسلامهم البيضاء..
وأعلنوا أنهم ما زالوا علي قيد حزنه..!!

الحنين:
أن يصيبك صوت أحدهم
بلثغة في القلب..
وكتلة حجارة في الصدر
ومطر .. مطر… مطر في الهدب
وإرتعاشة من أعلي إحتياجك
إلي أخمص الأنين.. !!

الجنون :
هو السمة التي تلتصق الأن بحنيني إليك
يتبعني - وطيفك - إينما حللت..
تتناوبان علي حكمتي.. إدراكي.. وتخطيطي الجيد للامور...
فالحنين والعشق سيان... الحنين والجنون صنوان.. وانا بينهما أفقد منطق الاشياء..!!

الليل:
وحده الذي يستطيع أن يكشف الروح ويعريها من سترها…
يوقد مجامر البوح ويوصد ابواب الهروب ..
صادق في ادعاءاته .. نزيه في اسراره .. وشفيف حد الابهار… !!!

الوحدة :
هي ما تعانيه حين يغيب عنك من تحبهم ..
والوحيد: هو من تتم عليه ممارسة الغياب قسراً او بكامل الارادة ..
هو المقهور ..
المذبوح كحمامةٍ لم تعرف يوماً ما إقترفت ..
هو أنسان بكامل إشتهائه للحياة والحب .. وعلي أخر عتبات الشباب..
طاعن الحنين.. باذخ الحس..
تعتصره الرغبات وإنفلاتات الروح ..
يتوحش المسافات التي تفترّ عن ابتسامة كيد صفراء..
يشتهي الحب بكامل طاقته..
يشتهيه بأدق تفاصيله ..باصغر احداثه.. باعنف لحظاته..
بكل حميميته وعنفوانه ووحشيته..
ويحتضن ما استطاع من فراغات لا تكفيه..!!

الغربة :
ليس هو البعد أو الإغتراب عن الاوطان..
إنما هو ما تشعر به من وحدةٍ وأنت حولك لفيفٌ من البشر والاقارب والاصدقاء..
بيد أنك تشعر كأنك لا تنتمي إليهم.. !!

اما في كل القواميس

لا يجب ان يُسمي (صباحاً)
هذا الذي لا يعانق دفء بوحك..
لا يجب ان يسمي هذا الساطع (ضوؤا")
إن لم يك ليحتضن تفاصيل وجهك..
وتلك..!!
تلك التعبث في الافق.. تستنزف قواها عبثاً...
تُسمي نفسها (شمساً)
لم يك ينبغي لها أن تفعل..
فهي لم تُقبّلُ - بعد - طيب روحك..

مهما تحاول الطبيعة أن تخدعني بمسمياتها
لا شئ يعادل نفسه
إلأ فيه شئ منك.. أو فيك .. أو لك...!!!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى