تحسين علي كريدي - أحلامنا الجميلة

أحس بقرصة برد تتسلل إلى ظهره العاري ، فتلمس في جوف العتمة التي تضرب أرجاء الغرفة، باحثا عن اللحاف فوجده عند طرف زوجته التي استأثرت به لوحدها من غير قصد منها . هذا الشيء يتكرر فقط عندما يأوي إلى مخدع زوجته الثالثة التي تزوج منها قبل ستة أشهر ، ولا يتذكر أن ذات الشيء حدث مع زوجتيه الأخريين. أما ( أم ستار) رحمها الله، زوجته الأولى فقد كانت تستيقظ عدة مرات خلال الليل لتطمئن من أنه متدثر جيدا ، كانت امرأة صالحة ورفيقة عمر وفية. عاشت معه وتحملت بصمت كل تلك الأيام الحالكة والمجدبة التي مرت عليهما ، من حروب وحصار وضيق ذات اليد وهو موظف براتب شهري لا يكاد يكفي لنصف شهر ، أما موعد دفع إيجار البيت ،فتلك قصة أخرى . كانت مدبرة منزل من الطراز الأول، تخيط بنفسها ملابس أولادها مستفيدة من الستائر والشراشف القديمة. كانت تخبز بتنور من طين مثلما كانت تفعل جداتنا ، لتوفير ثمن الغاز.. ولكنها وللأسف الشديد توفيت من مرض ألم بها ولم تهنأ بالنعمة والخير اللتين أنعم الله عليه بهما ، فهو الآن يمتلك الأموال والعقارات ، وتزوج من ثلاث نساء حرص على أن يكن على قدر عال من الجمال على غرار (نانسي عجرم وهيفاء وهبي ونيكول كدمان) اللواتي طالما افتتن بجمالهن .هل يتوجب عليه الزواج من رابعة ؟ ولم لا؟ فهو شيء قد حلله الشرع ، وهو وإن كان قد تخطى الخمسين من العمر ، إلا إنه بصحة ممتازة .سيختارها شبيهة للممثلة الهندية (أشواريا) أو بجمال ..
شعر بقرصة البرد تخترق عظامه، ولكن وقبل أن يبحث عن اللحاف ، استيقظت أم ستار ودثرته كعادتها.


* عن موقع الناقد العراقي


tahsin-ali-kridi.jpg

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى