جارتي قامت ببيع كنبتها العزيزة لبائع اختص في شراء الاثاث القديم، المضحك في الأمر انها استبدلتها بسطل وصحفة بلاستيك، سألتها باستخفاف كيف هانت عليك العشرة وفرّطت في الكنبة لتجيب أن اليوم يوافق الذكرى الخامسة لوفاة زوحها والكنبة لم يعد يتسع لها مكان في البيت ثم أنها تذكرها بتلك الليالي التي يمضيها ممددا عليها تاركا إياها بغرفة النوم حتى أنه لا يدخلها إلا ليأخذ غيارا .
بمرور الوقت صار يضع ملابسه أسفل الكنبة تتنهد بحسرة وتضيف كم كرهتها وكم حسدتها! احتضنها أكثر مما احتضتتي شهدتْ كل سهراته وجنونه ومجونه وخياناته لي
كنت أتمدّد عليها في غيابه لأشم بقايا دخان سجائره وروائح أخرى
ثم أحتضن وسادته وأحيانا أغفو هناك لأستفيق على مواء القطة اللعينة لأنها تنام على الكنبة في غيابه. أتعلمين يا جارتي أنا لم أكن أكرهه ولم أكن أيضا أحبه ، ولكن شيئا ما كان يمنعني عنه ربما العشرة كما يقال ، لم افكر يوما ان اشتكيه او حتى الومه او اعاتبه يكفي انه ياتي الى البيت متسحّبا آخر الليل كسارق ليغادره قبل شروق الشمس وهذا كاف لادرك انه يخشاني ويخشى ان يلتقي بعيوني. خمس سنوات مرت على رحيله وانا احسن لتلك القطة لانها الشيء الوحيد المشترك بيننا بما اننا لم نرزق باطفال ولا يوجد بيننا تواصل ولا ارضية مشتركة للعيش. انا لم اكن احسن قراءة الساعة ولكن حين تتسلل تلك القطة الى سريري اعرف ان زوجي عاد لتوه من بيت عشيقته وانه بعد قليل سيرفع الأذان
ولاخرجها من حالتها تلك سالتها :
- ماذا ستفعلين بالسطل والصحفه ههه يا مجنونة؟
_ السطل سآخذه معي كلما ذهبت لزيارة قبره لاسقي به شجرة المرمرية التي غرستها عند راسه شيء ما يحيرني كلما ذهبت لزيارته وجدت المرمرية مرفرة تربتها ندية ولما سالت حارس المقبرة اذا كان هو من يسقيها باستمرار ، فاجابني ان سيدة انيقة تاتي من حين لاخر بسيارتها وتجلس مدة على حافة القبر ثم تسقيها قبل ان تغادر تاركة عطرها يغزو المقبرة ....
عدت الى البيت والف سؤال يدور برأسي من تكون تلك السيدة الانيقة فزوجي لم يكن لديه اهل ولا حتى اقارب صديق والده رحمه الله كان الشاهد الوحيد على زواجنا ثم انه بحياته ما حدثني عن امه ولا حتى عن طفولته كان يكتفي بعبارة #الحياة صقلتني# لم يكن يهتم للاشياء من حوله سيان لديه ان طبخت او لم اطبخ ان كان البيت مرتبا او مبعثرا ان ارسلت جدائلي او جعلتها كعكعة اعلى راسي ، الشيء الوحيد الذي يثير جنونه هو حين المس اوراقه المبعثرة في الصالون او اصب بقايا غسيل على الوردة الحمراء او اضرب القطة. وردة جميلة جدا اول باكورة لها يقطفها وهو يغادر. لم يهدني يوما وردا اذ يقول الورد لغة العشاق ، ونحن لا لغة تجمعنا غير بعض الايماءات لو صادف وتناولنا الافطار معا.
بمكر النساء وغيرتهن انتقمت من كل الاشياء التي فضلها علي وشغلته عني بدءا بتلك الوردة كنت اسقيها ماء غسيل المواعين وبقايا الاكل الى ان ذبلت ومات بريقها وماعادت انجبت وردة ويبست فعمدت الى اقتلاعها واشعلت بها الكانون ثم بخرت المكان كان ذلك اليوم اخر عهد بزوجي فقد انتكس ودخل في حالة من الياس والحزن والمرض
لم انم طوال الليل ومع اول تباشير الصباح غادرت الى المقبرة وانا على يقين ان تلك السيدة ستاتي حتما لزيارته فاليوم عيد .ملات الصحفة حَبا ووضعتها داخل السطل و استقليت تاكسي حين وصلت كان المكان مكتظا بالزائرين بدات باول قبر اعترضني نثرت عليه الحب لتاتي العصافير بعد الزيارة وتلتقطه بقيت هكذا انتقل بين القبور اترحم على الأموات وعليّ
على بضع خطوات استنشقت عطرا لا اذكر اين شممته ولكني متاكدة اني اعرف هذه الرائحة اقتربت قليلا من القبر وجدت سيدة جميلة جدا بشامة على خدها زادتها جمالا تضع على عينيها نظارة سوداء وتغطي شعرها برداء اسود كانت تبكي بحرقة .على قبره باقة انيقة من الورد الاحمر لم الفت انتباهها انه قبر زوجي فرحت انثر الحب على قبره وادعو له بالرحمة ادخلت يدها الى حقيبتها ودست في جيبي مبلغا وهي تقول لي حبيبي كان يحب العصافير والحمام ويعشق الورد
اردت ان ارجع المبلغ فاستحلفتني بالله ان لا ارده فهو صدقة على روحه سكبت سطل الماء على المرمرية ونقيت العشب حولها سالتها هل كنت تحبينه؟
ابتسمت بغصة تخنقها :انا اعبد الارض التي كان يدوسها بقدميه
_ لا بد انه كان رجلا طيبا ليحظى بهذا الحب
_ حبيبي كان وديعا طيبا يعشق الجمال والورد الاحمر
_ التقيته في زحمة الايام كنت اشتغل بمحل لبيع الورد وكان زبونا وفيا يشتري مني اكثر مما يحتاج ويدفع الكثير مقابل شيء واحد
_ انتفضت من مكاني ثم هدات من روعي مقابل ماذا؟-
ان اذهب الى محل صغير يرسم لوحات فنية فيه .
كان يطلب مني ان اجلس امامه واسدل جدائلي السوداء ليرسمني _ياااااااه اكان رساما ويهدي الورد؟
_ ما العيب اتعرفينه؟
لا يا سيدتي مجرد فضول وكيف تطورت العلاقة بينكما؟_
هو ادمن الورد وانا ادمنت رسمه كنت ملهمته عشت معه اجمل ايام عمري رجل مرهف الحس وانيق مارست معه كل طقوسي وجنوني الى ان زارنا القدر واختفى حبيبي في ظروف اجهلها بحثت عنه في كل مكان سالت عنه الورد الاحمر والابيض والاصفر سالت الشوارع التي سرنا فيها معا سالت صاحب المحل الذي كنا نلتقي فيه فاخبرني انه اخذ لوحاته ودفع معلوم الكراء وسافر رجوته ان يدلني عليه او حتى يعطيني رقم هاتفه الجديد فسلمني ورقة صغيرة كتب عليها(اذا بلغك نعيي فزوريني واكثري من الورد على قبري ولا تلبسي السواد بعدي )
_ ياااااأااه رحت ابكي بحرقة الشيء الذي جعلها تحضنني نعم هذا العطر شممته من قبل في ملابسه التي يصر ان لا اغسلها
تحاملت على نفسي كمن استفاقت بعد مخاض عسير ودعوت لها بالصبر وانا اغادر سالتني
- اتيت لزيارة من ؟
_ اتيت لادفن رفات قلبي فما عدت احتمل حمله بين اضلعي ليرحمهم الله جميعا يا...؟
- عبير اسمي عبير وانت يا سيدتي
نسيت ربما كنت فاطمة او زهرة او عاتكة او امراة منسية بلا هوية انا انا يا سيدتي لم اخلق ليرسمني احدهم او يهديني وردا او حتى يقول لي حبيبتي انا خلقت للمعاناة والنسيان
عدت الى منزلي وقبل ذلك نفضت حذائي حتى لا يعلق به تراب قبره والقيت بالسطل والصحفة عند اول منعطف
بمرور الوقت صار يضع ملابسه أسفل الكنبة تتنهد بحسرة وتضيف كم كرهتها وكم حسدتها! احتضنها أكثر مما احتضتتي شهدتْ كل سهراته وجنونه ومجونه وخياناته لي
كنت أتمدّد عليها في غيابه لأشم بقايا دخان سجائره وروائح أخرى
ثم أحتضن وسادته وأحيانا أغفو هناك لأستفيق على مواء القطة اللعينة لأنها تنام على الكنبة في غيابه. أتعلمين يا جارتي أنا لم أكن أكرهه ولم أكن أيضا أحبه ، ولكن شيئا ما كان يمنعني عنه ربما العشرة كما يقال ، لم افكر يوما ان اشتكيه او حتى الومه او اعاتبه يكفي انه ياتي الى البيت متسحّبا آخر الليل كسارق ليغادره قبل شروق الشمس وهذا كاف لادرك انه يخشاني ويخشى ان يلتقي بعيوني. خمس سنوات مرت على رحيله وانا احسن لتلك القطة لانها الشيء الوحيد المشترك بيننا بما اننا لم نرزق باطفال ولا يوجد بيننا تواصل ولا ارضية مشتركة للعيش. انا لم اكن احسن قراءة الساعة ولكن حين تتسلل تلك القطة الى سريري اعرف ان زوجي عاد لتوه من بيت عشيقته وانه بعد قليل سيرفع الأذان
ولاخرجها من حالتها تلك سالتها :
- ماذا ستفعلين بالسطل والصحفه ههه يا مجنونة؟
_ السطل سآخذه معي كلما ذهبت لزيارة قبره لاسقي به شجرة المرمرية التي غرستها عند راسه شيء ما يحيرني كلما ذهبت لزيارته وجدت المرمرية مرفرة تربتها ندية ولما سالت حارس المقبرة اذا كان هو من يسقيها باستمرار ، فاجابني ان سيدة انيقة تاتي من حين لاخر بسيارتها وتجلس مدة على حافة القبر ثم تسقيها قبل ان تغادر تاركة عطرها يغزو المقبرة ....
عدت الى البيت والف سؤال يدور برأسي من تكون تلك السيدة الانيقة فزوجي لم يكن لديه اهل ولا حتى اقارب صديق والده رحمه الله كان الشاهد الوحيد على زواجنا ثم انه بحياته ما حدثني عن امه ولا حتى عن طفولته كان يكتفي بعبارة #الحياة صقلتني# لم يكن يهتم للاشياء من حوله سيان لديه ان طبخت او لم اطبخ ان كان البيت مرتبا او مبعثرا ان ارسلت جدائلي او جعلتها كعكعة اعلى راسي ، الشيء الوحيد الذي يثير جنونه هو حين المس اوراقه المبعثرة في الصالون او اصب بقايا غسيل على الوردة الحمراء او اضرب القطة. وردة جميلة جدا اول باكورة لها يقطفها وهو يغادر. لم يهدني يوما وردا اذ يقول الورد لغة العشاق ، ونحن لا لغة تجمعنا غير بعض الايماءات لو صادف وتناولنا الافطار معا.
بمكر النساء وغيرتهن انتقمت من كل الاشياء التي فضلها علي وشغلته عني بدءا بتلك الوردة كنت اسقيها ماء غسيل المواعين وبقايا الاكل الى ان ذبلت ومات بريقها وماعادت انجبت وردة ويبست فعمدت الى اقتلاعها واشعلت بها الكانون ثم بخرت المكان كان ذلك اليوم اخر عهد بزوجي فقد انتكس ودخل في حالة من الياس والحزن والمرض
لم انم طوال الليل ومع اول تباشير الصباح غادرت الى المقبرة وانا على يقين ان تلك السيدة ستاتي حتما لزيارته فاليوم عيد .ملات الصحفة حَبا ووضعتها داخل السطل و استقليت تاكسي حين وصلت كان المكان مكتظا بالزائرين بدات باول قبر اعترضني نثرت عليه الحب لتاتي العصافير بعد الزيارة وتلتقطه بقيت هكذا انتقل بين القبور اترحم على الأموات وعليّ
على بضع خطوات استنشقت عطرا لا اذكر اين شممته ولكني متاكدة اني اعرف هذه الرائحة اقتربت قليلا من القبر وجدت سيدة جميلة جدا بشامة على خدها زادتها جمالا تضع على عينيها نظارة سوداء وتغطي شعرها برداء اسود كانت تبكي بحرقة .على قبره باقة انيقة من الورد الاحمر لم الفت انتباهها انه قبر زوجي فرحت انثر الحب على قبره وادعو له بالرحمة ادخلت يدها الى حقيبتها ودست في جيبي مبلغا وهي تقول لي حبيبي كان يحب العصافير والحمام ويعشق الورد
اردت ان ارجع المبلغ فاستحلفتني بالله ان لا ارده فهو صدقة على روحه سكبت سطل الماء على المرمرية ونقيت العشب حولها سالتها هل كنت تحبينه؟
ابتسمت بغصة تخنقها :انا اعبد الارض التي كان يدوسها بقدميه
_ لا بد انه كان رجلا طيبا ليحظى بهذا الحب
_ حبيبي كان وديعا طيبا يعشق الجمال والورد الاحمر
_ التقيته في زحمة الايام كنت اشتغل بمحل لبيع الورد وكان زبونا وفيا يشتري مني اكثر مما يحتاج ويدفع الكثير مقابل شيء واحد
_ انتفضت من مكاني ثم هدات من روعي مقابل ماذا؟-
ان اذهب الى محل صغير يرسم لوحات فنية فيه .
كان يطلب مني ان اجلس امامه واسدل جدائلي السوداء ليرسمني _ياااااااه اكان رساما ويهدي الورد؟
_ ما العيب اتعرفينه؟
لا يا سيدتي مجرد فضول وكيف تطورت العلاقة بينكما؟_
هو ادمن الورد وانا ادمنت رسمه كنت ملهمته عشت معه اجمل ايام عمري رجل مرهف الحس وانيق مارست معه كل طقوسي وجنوني الى ان زارنا القدر واختفى حبيبي في ظروف اجهلها بحثت عنه في كل مكان سالت عنه الورد الاحمر والابيض والاصفر سالت الشوارع التي سرنا فيها معا سالت صاحب المحل الذي كنا نلتقي فيه فاخبرني انه اخذ لوحاته ودفع معلوم الكراء وسافر رجوته ان يدلني عليه او حتى يعطيني رقم هاتفه الجديد فسلمني ورقة صغيرة كتب عليها(اذا بلغك نعيي فزوريني واكثري من الورد على قبري ولا تلبسي السواد بعدي )
_ ياااااأااه رحت ابكي بحرقة الشيء الذي جعلها تحضنني نعم هذا العطر شممته من قبل في ملابسه التي يصر ان لا اغسلها
تحاملت على نفسي كمن استفاقت بعد مخاض عسير ودعوت لها بالصبر وانا اغادر سالتني
- اتيت لزيارة من ؟
_ اتيت لادفن رفات قلبي فما عدت احتمل حمله بين اضلعي ليرحمهم الله جميعا يا...؟
- عبير اسمي عبير وانت يا سيدتي
نسيت ربما كنت فاطمة او زهرة او عاتكة او امراة منسية بلا هوية انا انا يا سيدتي لم اخلق ليرسمني احدهم او يهديني وردا او حتى يقول لي حبيبتي انا خلقت للمعاناة والنسيان
عدت الى منزلي وقبل ذلك نفضت حذائي حتى لا يعلق به تراب قبره والقيت بالسطل والصحفة عند اول منعطف
