عمر حاذق - إذا مِتّ لا تدفنوني هنا.. شعر

إذا مِتّ لا تدفنوني هنا
وهاتوا السماءَ إليَّ
لألعبَ فيها مع الصبيةِ الراحلينَ؛
سنصنعُ من غيمةٍ كرةً
وسنلعبُ حتى تفيضَ على الأرضِ أحلامُنا
إذا متّ لا تدفنوني
لأني سأخرجُ من أي قبرٍ أريدُ
وألعبُ في نومِكم
وأبعثرُ أحلامَكم بين صوتِ الصياحِ وصوت «الغُنا»
دعوني، ستأتي سناجبُ تائهةٌ
وتخبّئُ أطفالَها فى جذوعي
وتأكلُ من بندقِ الكلماتِ طعامَ الهنا
سيأتي بأسماكهِ البحرُ
يبحثُ عن موجةٍ هربتْ منه ليلًا
وصارت صديقةَ قلبي
ونامتْ على حِجرهِ زمنا
إذا متّ لا تدفنوني
لأني سأكمنُ في رحمِ الأرضِ، أنتظرُ المطر الموسميَّ
لأخرجَ من بذرتي نضرًا فاتنا
وأفتحَ وردةَ قلبي إذا عبر العاشقون أمامي
فيقطفَني مغرمٌ مثقلٌ بفراقٍ
ويسكنني وطنا
إذا متّ لا تدفنوني
لأني سأهربُ فى جسدِ الأرضِ؛
أربطُ أشجارَكم بجذورِ كلامي
فتطعمُكم من ثماري قصائدَ مفعمةً شجنا
سأثقبُ أحواضَ أنهارِكم
وسأسرقُ من مائكم للصحارى؛
لصبّارةٍ عشقتْ نفسَها
واكتفتْ بهدوء المساءِ لتطلقَ أحلامَها سُفُنًا سفنا
إذا متّ لا تدفنوني
لأني سأبقى أنا
سأبقى أنا

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى