أكوتاگاوا ريونوسُكِه - اليابان - (1 آذار 1892 – 24 تموز 1927)

أكوتاگاوا ريونوسُكِه
(1 آذار 1892 – 24 تموز 1927، طوكيو)
كاتب ياباني من عهد تايشو، غزير الإنتاج، اشتهر خاصةً بقصصه القصيرة حتى عُدَّ "أبا القصة القصيرة اليابانية" و"إدگر آلن پو اليابان"، وكذلك بأسلوبه البديع في تلك القصص دقيقة التفاصيل التي عمل فيها على استكشاف الجانب المظلم من النفس البشرية.
ولد أكوتاگاوا ابنًا بكرًا لصانع ألبان اسمه شنبارا توشيزو وزوجته فوكو. سُمي ريونوسُكِه ("نسل التنين") لأنه ولد سنة التنين في شهر التنين ويوم التنين وساعة التنين (الثامنة صباحًا). بعد سبعة أشهر من ولادة الطفل، أصاب والدته مسُّ جنون، فتبنَّاه أكبر أشقائها وأطلق عليه اسم العائلة أكوتاگاوا. وعلى الرغم من أن هذه التجربة ألقت بظلالها قطعًا على حياة الولد فقد استفاد من الجو الأدبي التقليدي في منزل خاله الواقع وسط مدينة إيدو (طوكيو).
كان ريونوسُكِه، صبيًّا، سقيم الصحة وفائق الحساسية، لكنه تفوق في المدرسة وكان قارئًا شديد النهم. بدأ حياته الأدبية وهو يدرس في جامعة طوكيو الإمپراطورية (جامعة طوكيو حاليًّا)، حيث درس الأدب الإنجليزي (1913-1916). ففي سنة 1914، قام وعدد من رفاقه من المدرسة الثانوية بإحياء الصحيفة الأدبية "تيارات الفكر الجديدة" Shinshichō، ناشرين فيها ترجماتِ أعمالٍ لوليم بطلر ياتس وأناتول فرانس إلى جانب كتاباتهم الشخصية.
في السنة التالية، نشر أكوتاگاوا قصته القصيرة الأولى "راشومون" في "مجلة الأدب الإمپراطوري" Teikoku Bungaku. حبكة القصة مستمدة من حكاية تعود إلى أواخر عهد هِيْيان، وهي تتصف بصياغة درامية نفسية حادة، لكنها لم تلفت نظر أحد في عالم الأدب، إلا الروائي والهايجن والناقد المرموق آنذاك ناتسومِه سوسِكي الذي توسَّم في الكاتب الشاب مبدعًا فذًّا. إذ ذاك، عدَّ أكوتاگاوا نفسه من مريدي سوسِكي وبدأ يختلف إلى حلقته الأدبية المنعقدة كل خميس.
في تلك الفترة، بتشجيع من سوسِكي، بدأ أكوتاگاوا يكتب الهايكو متخذًا الاسم الأدبي گاكي ("الشبح الجائع")، بالإضافة إلى ثلاثة مقالات في نقد باشو، أوَّلها (1918): "ملحوظات على الحقول البور" Karenoshō، نسبة إلى هايكو باشو الأخير. وفي تلك الفترة أيضًا، وبتشجيع من سوسِكي أيضًا وأيضًا، توفر على كتابة سلسلة من القصص مستمدة بالدرجة الأولى من دواوين الحكايات اليابانية العائدة إلى القرنين الثاني عشر والثالث عشر، إنما معادة صياغتها وسردها في ضوء علم النفس الحديث وبأسلوب متفرد للغاية. وقد تشعبت خيارات گاكي في انتقاء مادته المستوحاة من مصادر مختلفة: الصين، الجالية المسيحية في ناگازاكي في القرن السادس عشر، الاتصالات الأوروپية مع اليابان إبان القرن التاسع عشر، إلخ. ويتصف العديد من قصصه بكثافة محمومة متناسبة تمامًا مع موضوعاتها الموحشة والمروعة.

* ديمتري أفييرينوس

قبعة البردي الراقصة في الريح
ستسقط لا محالة على الطريق.
علامَ أخشى على عزَّة اسمي
واسمكِ وحده عزيز عليَّ؟

فيما يلي طائفة صغيرة من هايكوات أكوتاگاوا:
يومَ بدأ الخريفُ
كان في سني تجويفٌ
محشوٌّ فضةً

أوائل الخريف –
أمسكُ بجرادة،
كم هي طريَّة!

زهرة سازنكا –
براعمُ زهر اللؤلؤ
تقشعرُّ فجأةً!

ريحٌ صَرْصَر –
أثرٌ من لون البحر
على السردين المجفَّف

أقحواناتٌ بيضاء –
في العبق أيضًا
ظِلٌّ ونور

مريضٌ ومحموم،
لمحةٌ من أزهارِ كرزٍ
لا تزالُ ترتعش

هل جسمُك أيضًا،
أيتها الضفدعة الخضراء،
حديثُ الطلاء؟!

إلى الشمس اللاهبة
يتصاعدُ متلاشيًا
غبارُ الغربال

حتى الأرنب
يدلي إحدى أذنيه –
قيظ!

وأخيرًا، "هايكو الموت" في ترجمة أخرى:
"ساخرًا من نفسي"
أنفي يسيلُ –
على كل مكان إلا هذه البقعة
يهبطُ الغسق



اكوتاكاوا.jpg

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى