عبدالقادر اياد - أمر اداري.. قصة قصيرة

الطابق الثاني، انتظر دوري منذ ربع ساعة تقريبا، ما كان يقال عن خط الاستواء اصبح قديما، درجة الحرارة قد تجاوزت الخمسين على ما اعتقد، هناك رائحة كريهة لمعقمات طبية او ما شابه، صبيتان يجلسن امامي يطلقن نكات لا اكاد افهمها، السكرتيرة طيبا جدا كفاكهة طيبة. من الشرفة المطلة على سوق شعبي ارى سقوف الاكشاك الحديدية تلمع تحت الشمس فتضفي للجو لون رصاصي لامع و متشظي. لم افكر او اخف كما هو معهود، الافراد يخافون من الاشياء لمجرد سماعهم ان احدهم خاف قبلهم عندما كان هنا. هناك كراسي من البلاستيك منتصبة و بائسة مثل اصنام تركها العاكفون. ثلاث اشهر و انا ارى ان هذا البلد يلفظني يخرجني من جسده حتى وان استدعى الامر شراب حبوب لتسهيل عملية الهضم و رميي في البالوعة، لم اعد ارى روحا هنا الاشخاص متعفنون لكن ليس ذنبي كما يقول سعدي يوسف، ليس ذنبنا نعم ان نولد هنا نرجو فقط ان تتركونا و شأننا، ان تصبحوا اقل غباء ان استدعى الامر ذلك، سيكون لطفا منكم ان فعلتم، يمكنكم العودة و التواصل و مداعبة الغباء حال مغادرتنا، فقط اتركوا لنا فسحة نعيش فيها او مخروط ضوء لو فكرنا في الانتحار بصمت. صدر امر توظيفي في احدى دوائر الدولة، اقرأ اليوم اسطورة سيزيف لالبير كامو، يبدو الانتحار مغريا و خفيفا، لست افضل الخفة هنا، فأني أؤمن بأن تناقض الثقل و الخفة امر حتمي للعيش، او هكذا يكون العيش، لان العالم قائم على التناقضات المثمرة حقا، لكن من الغير الممكن أن نعيش بثقلنا و بثقل المحيطين كل هذه السنوات الامر يبدو مرهقا جدا، حتى و اني اكتب الان لم يتركني المتطفلين، و المواعيد هنا بائسة وهمية و غير صحيحة، انهم يقلدون الله الذي يعرفوه نفس المواعيد و الوعود. ارى تحت الطاولة الان قناني ماء فارغة تذكرت بوكوفيسكي و مأساة العشب، ها جيد، جبن عربي ايضا!. الحرارة مرتفعة جدا، سأخرق الامر المعلق "التدخين ممنوع " سأدخن



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى