مهيرة مقدادي - ذكر وأنثى

تنظر إليها نصف عارية عبر مرآتاها ، فتميز بصعوبة بعض الزغب تحت إبطيها ..
ينفل الفراش ، وينحني باحثا تحت السرير عن جرابيه ...
تشغل آلتها الصغيرة وتبدأ بإزالة ما ظهر من شعر على جسدها
يغادر الغرفة متأففا ...
تلتفت نحوه ، تتمتم بكلمات قليلة ثم تكمل ..
يجلس في زاوية يرقبها وهي تتزع زغبها ...
تجر خطواتها بغنج إلى الحمام.
يسمع صوت الماء فيشعل سيجارته ..
تنتهي ..
يفرك سيجارته بالمنفضة بحركة تشي باحتراقه
تشغل مجفف الشعر ..
يرخي ربطة عنقه ليتحرر قليلا وقد بدأ العرق يتصبب من جبينه ..
تمسك اسفنجة كبيرة دائرية وتمررها بحركة لطيفة على علبة من الباودر ، فتنبعث غيمة صغيرة برائحة زكية ...
يسعل ...
ترتدي حذاءها ذو الكعب العالي جدا ..
يغادر ...
تضع المفتاح تحت آنية الزهور ..
تبتلعهما الشوارع والأزقة والبيوت ، وتلهث وراءهما الرائحة ...
" رائحتهما هي فقط ما يدل عليهما إذ لا شيء بهما يشبهما عداها"
تلتقيه ... يتلقفها بين ذراعية " لماذا تأخرتِ؟"
" كان الأبله بطيء جدا ، فمرة يبحث عن جرابيه ومرة لا أدري ماذا يفعل معيقا خروجي"..
يلتقيها ... تندس بين ذراعية وقد فاضت شوقا إليه
" خلت أني لن أراكَ الليلة "
" بلهاء...... زغب تحت إبطيها ظهر فجأة أخرني عنكِ" !!

يغيبان يبتلعان القمر والضياء والنجوم والنسائم والندى ، حتى خيوط الشمس يفضاها وهي بكرا ... وعندما يعودان تشي بسخفهما رذاذات عطر لا يشبهما تحلق في سقف غرفة يسكناها غريبين.




* جريدة تاتوو

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى