أماني الحيمي - مئزر الكتمان.. قصة

- استيقظي .. سنذهب للدكتور لمعاينتك .

كلمات صديقتي وهي تنفض عني بطانيتي ؛ محاوله فاشلة لتسقط منها سرًا أخفيه .. كأنها فوهة مدفع قذفت قنابل رعب نثرت قلقي أشلاء .

بحنق ..

- لن أذهب !!

قذيفة آخرى جعلت من اعتراضي دماراً لايمكن الإحتماء به ولو لثانية .

- كفى سذاجة .. الأمر تبليغ وليس ليأخذ رأيك به..

السائق ينتظر بضجر طفلة ، وخوفها أن يكشف أمرها .. ما إن عبثت بشيء ولم تستطع إرجاعه كما هو ..

ارتديت ملابسي واكثرت منها ؛ لعلي أخفيه ، وقبل خروجي ..رمقت جدران غرفتي بنظرة امتنان اتسعت الكون بأسره .. احتملت أمل معتوه .. أنجب أوجاعاً في اللحظة ألف ..

كان بكائهم وصراخهم سلاسل تلتف بعنقه .. يضيق بتعالي نحيبهم .. ولم أعرف متى فارقني ، وكأن اليتم خيرهم بين حياته وحياتهم .!!!

أولئك الباكون .. سكنوا دواخلي .. واقتاتوا عمري ، وتشهد العالم بأني كبرت .

فقط أبتعد قليلًا عن سياط أوجاعي فهي لا تستطيع التوقف (قدرها) .. ونحن في طريقنا .. لم ألمح أي شخص غريب .

جميعهم أنت .. يا للدهشة !!

- مابالك تقطب حاجبيك ؟؟

بنفس الفينة تردد اسمي الخماسي كصفارة إنذار على إخراجك منّي

تماسكت خجلًا .. حين أدركت أنني أقبع أمام رجل مسن له ملامحك ، ونبرة صوتك .. يرتدي عباءة بيضاء ، ليس كذلك البياض الذي كنت تمسكه ؛ لتريني أن قلبي أنصع منه ..

صديقاتي يثرثرن معه .. عبثا أحاول أن أنبس بكلمة ، وأتراجع .. أن يكون اسمك

مأساة ، عندما نحاول ألّا نتعرّى .. ونحن في الأساس لا نمتلك مانستتر به !!

تحتاج السفر لاغير ..

تسمرت نظراتي على تلك العبارة كتلك النظرة الاخيرة من عيني ميت !!!

كيف يجرؤ على شد مئزر كتماني !؟؟

لن تفعل .. بنزقٍ غير مبرر كانت تلك الكلمة الوحيدة ثرثرت بحروفها وأنا أُلملم بقايا جسدي المتهالك على كتفي قاصدة مقعده المعتم خارج حياته .

جلست على عتبات الزمن .. اتساءل بين مواقفه .. أيجدر بي أن أسمع لشبيهك وأقوم بتلك الفحوصات ؟؟ سيعرفون نسبة حبي لك .. وعدد خيباتي فيك .. سيعرفون أن كريات الدم البيضاء والحمراء استبدلتهما بوعودك ، بل بغيابك الذي أعاني وخزاته بين الفينة والاخرى ، وأغار من سماعته حين تلامس نبضي .. فتتراقص مع موسيقى جرحك.أخاف أنيعرض ذلك الفلم لصديقاتي ما أعانيه من وحدة .. وفراغ .. رغم قربهن مني ..أريد أن أشفى من الناس بالإنسانية

أعشق أنثاي

عاتبتك بشدة على قولها .. وأخبرتك بشراسة لبؤة .. إن الحب .. أن تحب روحي لاجسدي

* العشق هو آخر مراحل الحب ياصغيرتي .. حد التوحد .. الرغبة بمن نحب تشتعل بنا دون فتيل .. ولن تنطفئ إن استكانوا .

أعماقنا على منصة الحياء يصارعني تهمد شراستي فمصيرها محتوم .. إن استمرت .. (موت) الآن أحتضر بك لأجعلك تعاني سكرات فقدان جسد عشقته .. ومرضت .. ولن أمنحكالشفاء منه

أخبرتك .. أن الحب عبث .. وتارة اختيار .. حزن .. وجع .. موت .. وأخرى حياة .لا أعي تناقضي .. يسخط صراخك :

- دعِ للقدر حكمته بحياتك .

فأسهب لمسامعك .. صبر انت ، وكيف أن رياح السنين ساقطت ثقتها بزوجها التي امتزجت به خفية عن عقد شرعي ، فصعقها بطاعة لأهله ولاول مرة ؛ يثبت لها بأنه بار ، وتلك .. وتلك .. وذلك ..

تنغزني نظراتك .. ما الذي تودين قوله؟؟

- لاشيء !! .. وفيها كل شيء

وكأنها صرخة .. تمزق ثمانية وعشرون حرفاً تعمد خذلانها هو الأخر ، فتعتصرها تنهيدة تهز الأرض قوة ؛ لأعاود نوبة الضحك الجنونية .. لم يعرف مابي ..

أخبرتني أقدامهم المتجهة صوبي .. أصبحت عادتي .. ولن أكف عنها .. باغتني بين خطواتهم ؛ ليسبقهم بسؤاله .. أتحزنين وأنا أسكنك !؟؟؟

تذكرت حين قلت لك لايليق بك التواضع وأنا أسكنك!!!

لأنك تسكني ..أتريدين أن أرحل؟ وكيف وأنت لن تأتي ؟؟

(القدر) سأتوسده .. واتلحف المجهول حبيبا .. سأبكي من العمق على صدره ، وإن أخبرني أنني لم أذق الحب بعد .. سأخبره عن مرارة الجسد ، وإن إقنعني أن للأحزان كما للفرح من دور ، ولابد أن نعيشه ، سأثبت له أن الفرح يؤجل موعده معي .. !! ؟؟

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى