علي تاج الدين - خصوبةُ الكلابِ العقيمة.. قصة قصيرة

السرابُ يحمل عيون الجِمال ويضعها في واحة الصحراء التي ترحلُ أينما حلّت الشرانقُ المادّةُ رحمها نحو رأس النخيل،فالسرابُ يضحك على تلك الرؤوس المترنّحة بكأسِ إله المتاهة التي لم يدخلْها الصحوُ يوماً في حين أنَّ المدينة تختل خلف العقل حينما تهبُّ العاصفةُ الترابيّةُ نحوها مربّيةً لحية الحقيقة وتهربُ أطباقها ومجاريها ومدارسها إلى أبعد نقطةٍ في الوجودِ الراكض خلفي وأنا أنحت على ذلك الجدار بأزميل الدموع النازلة من بركة الخمر المعلّقة في عجلات الدماغ.
تكالبتِ الانقساماتُ علينا بعد أن تعثّرنا جميعاً ومتنا متناثرينَ إلا جنيناً واحداًً كانَ قد أقحمَ رأسَهُ ليصنعَ (نانا) الجديدَ الذي هرب من نهرِ الجحيم ليغرزَ مجدافَه في صندوق الأكاذيبَ ليكوّنَ مخلوقاً يسكر على مشيمة الطائفيّة المغذّية سُرّة الأحلام فيمشي في الرحمِ عفريتاً يقتاتُ على رقّة (سود) الجميلــة المتشوّهة كمسخٍ دعستهُ قاطرةٌ مفخخةٌ لا تعرف رائحةَ السماءِ رمتها عليه ساحرةٌ عجوزٌ ملعونٌ شَعرُ خوارِها تنتظر موتَها بشراهةٍ أفريقيّةٍ فطرحتهُ وحيداً في صحراء الفرح لتتعالجَ في مدينة طِبِّ اللاهوتِ الفارغ من الطِبِّ حيث تموت جميع النساء بما فيها القابلاتُ ويعيشُ القمرُ وحيداً على الجرفِ مع ذيول الأفاعي.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى