علي اللامي - يقظة متأخرة.. شعر

ولأني ظننتها كالحديد
صدئتْ بسرعة مخيفة
هذه الأواصر !
إذ حين يفقد الأساس وعيه
تسقط البنايات
دون أن تلتفت
لما علِق بأذيالها
من أحلام مجهضة .
مِحنة كبيرة
أن يتيه المرء في آخر الخطى
حيث لا وقت لبدايات جديدة
ولا أمل بالاستمرار
كيف غفلت عن كل هذه العثرات ؟
ولماذا سمحت للندوب بالتكاثر؟
أحقا إننا لا نرى بعضنا بوضوح ؟
إلا حين نرتطم بالمصائب
أليست هذه خطيئة إنسانية ؟
ثم كيف عشنا عقودا
متلاصقين بالزيف ؟
ولم نفطن لحجم الخسارات
وكيف استطاع الرمش
إخفاء كل هذه الدسائس ؟
والعين تفضح خائن الضمير .
** **
تفقد الأواصر قيمتها
حين يُكشّر الفارق الطبقي
عن نابه الأزرق
هذا ما كشفته لي
أسمالي البالية
والعمر الذي تخلى عن وسامته
بعد أن تهشمت غدرا
مرايا النقاء .
هي شعرة الوجدان
بلا وجلٍ .. أُقتاد بها
كلما شدّوها جراحا
أرخيتها بلسما
حتى تعبتُ
كمَنْ ينزفُ خذلانا
ويتظاهر ــ خوف الفقد ــ
إنه بخير ..



علي اللامي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى