محمد نفاع - يوميات بطعم السم والخبز الممزوج بالقهر

كنت مثل الشمس لا أرتاح بمكان واحد. كل الأمكنة كانت ملاذي وحضني الدافئ الذي أخبئ فيه ما لذ وطاب من مأكل ومال مسروق من جيب أبي أو ثمن قراعي د الروج الفارغة المرمية وراء منزل با عبد الله بفيتا أو بجانب منزل مدام ماريوس.
هل تعرف منزل مدام ماريوس صديقي البئيس؟ فما بالك إذا سألتك عن منزل الباسك؟
حقا؛ كان الليل صديقا حنونا علي، وعلى آمالي.
مثلي لم يكن له حظ مع الدراسة أو العمل أو مع الحب أو الأمان...!
كنا نبيت.. وخوفنا الرهيب من صراخ امي حادة:” وا العافية، العافية” يزعج وجودنا وآمالنا المقهورة!
أرجوك صديقي، لا تحدثني عن الوطن.
فأنا لم أعرف يوما، ما هو الوطن؟
كنت أتساءل كثيرا وأنا طفل صغير، صغير جدا.. عن معنى الوطن!
كانت أشياء عديدة تستفز شعوري عندما كنت أرى من عائلتي ومن أبناء الفيلات المحيطة بحينا البئيس أشخاصا يختلفون عنا كثيرا. أشخاص، يركبون سيارات بألوان مثل طبيعة الهند التي كنا نراها في سينما بوليو وشعورهم طويلة ولامعة.
أبي، كان يضربني كثيرا. ولا أعرف لماذا كان يضربني كثيرا وبعنف شديد عندما كان يرى شعري طويلا أو أمشي مع فتيات الحي في عمري أو ألعب معهن؟.
هل قتل أبي داخلي معنى الحب؟
لماذا كنا نذهب للموت بأعين مفتوحة وقلب باسم؟
والليل؟
لماذا كان الليل معنى، لوجودنا وأحلامنا؟
لا تسألني عن الوطن صديقي فهو لم يعرفني يوما.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى