محمد منصور الشقحاء - الشحّاذ

تناثرت الرواء فقد حاسبت الاستماع ففي داخله فراغ رهيب. جاء من خليط حلم. وزعه بحدب في قصصه التي شمخت بأسماء شخصياتها المنزوعة من زحام المدينة ونداء نادل المقهى الذي يأتي أليه بجوعه وينشد عنده الأمن والطمأنينة.
فضاء الصحراء يمتص رغبته في إتقان دوره وهو يلعب الورق لإزجاء الوقت ونسيان سؤال ملح جاء يقتحم السكون الذي اعتاد مع نفوس شرهت وأخرى جاعت .
- لماذا ترددت في البيع ؟
لم يكن محضرا ذاته للحوار خاصة وأن حوله أفراد لا يجد فيهم ما يقنعه لبدء نقاش يستهل به يوما حيث انتهى يوم آخر فكر في تبديل المكان ومعايشة مرحلة جديده. تذكر أنه كتب رسالة وثانيه. غير أنه وجد في صندوق بريده. نسخا من كتاب طبعه في بيروت قبل ثلاث أعوام . ضاعت نسخه التي أرسلها الناشر وهي في الطريق اليه.
لحظة الانتقال لم تتبلور وان كانت أيامه الأخيرة خاليه من الألم ارتباطه بالمكان جاء كحاجز من الأسمنت ، هم هناك أوراقه وكتبه موزعه حوله في صمت رهيب.
اليوم أرسل الرسالة الثالثة لكن هل يأتي جواب الموافقه. يريد الأمن الأجتماعي. فقط يراه أمرا ملحا لزوجته التي شاركته لحظة الصفر وقبول باللحظة القائمه. الراهن لم تعد تعنيه هذه اللحظه.
الثانية عشر ليلا دقائق ويتغير التاريخ يأتي الرقم تسعه بعد دقائق ليوم جديد يبحث عنه. شعر بالإرهاق تذكر أنه يشحذ الوقت . ترك القلم جانبا . تمدد حيث يجلس على الأرض أمام التلفزيون.
أبواب الغرف مغلقه كلهم ينتظرون صوته وماذا جد في انتقاله والى أي نقطه وصل لتحقيق الأمن الذي يبحث عنه الجميع.
شعر بألم خاصرته وفي جانبه الأيسر ، أخذت ساقه تتقلص وأصابع قدمه اليسرى تختفي. انه يلتهم أطرافه ، الأصوات تصله عبر جدران المنزل كان بعد أيام شاخص النظر بجواره أوراق قصه لم تكتمل .
وصوت قلم يكتب شهادة وفاته . التي كانت في الثانية عشر والدقيقة العشرين في المكان لم يحتمل مغادرته.تذكر أن نعيه لم يلفت نظر أحد. وتذكر أن أحد الجيران وعده بمشتر للدار.وتذكر أن ناديه الرياضي المفضل هزم وخرج من المسابقه. تذكر أن الهاتف منذ غادره الجميع لم يتكلم. وأن الرد تأخر لأنه لم يتعلم كتابة رسائل الآسترحام. في مؤلفاته التي كان يتوسد نسخها . عندما موظفي الهلال الأحمر إلى سيارة الأسعاف.

محمد منصور الشقحاء

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى