ياسين الخراساني - أحلام ﺍﻟﺸِّﻌﺮِ الحزين..

الحلم الأول

ليسَ أبعدَ من عَدَنَ المُتَشَعِّبَة الأودِيَة
ليس أبعدَ ...
حيثُ تكونُ الرُّؤَى مثلَ حُلم يطيرُ و يحملُ نَجْمًا خفيفًا
و ليسَ بعيدًا
سأرْمِي بثِقلِ الحِجارَةِ
سيزيفُ يُكْمِلُ حُكْمَ العَذابِ
و هُدْهُدُ ممْلكةِ الأنبياءِ يُرَاقِبُ عَرْشَ الذَّهَب
ليسَ أبعدَ من عَدَنَ المُتَشَعِّبَة الأودِيَة ...
كنتُ أبني كَراسِيَ منْ خَشَبِ الخَيْزَرَانِ
و أجلِسُ فوقَ الرِّياحِ لتُكْسِبَني خِفَّةَ العَندَليب ...

الحلم الثاني

ﻟﻌﻞَّ ﺍﻟﺴَّﻤﺎء ﺗﺮﺍﺑﻴﺔ ﻣﺜﻠﻨﺎ
ﻧﺤﻦ ﻧﻜﺒﺮ أﻭ ﻳﻜﺒﺮ ﺍﻟﺤﺰن ﻓﻴﻨﺎ
ﻭ ﻫﺬي ﺍﻟﺴﻤﺎء ﺗﺸﺎﻫﺪ ﻗﺼّﺘﻨﺎ
ﻧﺤﻦ ﻧﻌﺸﻖ ﻇﻞ ﺍﻟﺼﻨﻮﺑﺮِ ﻓﻲ دﻓﻌﻪ ﻟﻠﺸّﻌﺎع ﺑﻌﻴﺪﺍً
ﻭ ﻧﻌﺸﻖ ﻛﻞَّ الأساطير ﺣﻴﺚ ﻳﻜﻮن ﺍﻟﺼِّﺮﺍع ﻣﺮﻳﺮﺍً
ﻭ مثل ﺣﻜﺎﻳﺎ ﺍﻟﺒﻄﻮﻟﺔ ﻇﻞُّ ﺍﻟﺼﻨَﻮﺑﺮ ﻳﺨرق درع ﺍﻟﻀﻴﺎءِ
ﻭ هذي السماء ﺗﺸﺎﻫﺪ أﻭﻫﺎﻣﻨﺎ ﻓﻲ ﺟﻤود ﺍﻟﺮُّﺧﺎم
ﻟﻌﻞَّ ﺍﻟﺴَّﻤﺎء ﺗﺮﺍﺑﻴﺔ …
ﻧﺘﺒﻊ ﺍﻟﺴَّﺎﻟﻜﻴﻦَ إﻟﻰ ﺣﻠﻤﻬِﻢ ﻛﺎﻟﻨِّﻴﺎﻡِ
ﻭ ﻧﻌﺸﻖ ﺻﻮت ﺍﻟﺮِّﻳﺎح ﺷﻤﺎﻟﻴﺔً أﻭ ﺟﻨﻮﺑﻴﺔً أو ﺳﺮﺍﺑﻴﺔً
ﻗﺪ ﺗﻌﻴﺪ إﻟﻴﻨﺎ ﺣﻨﻴﻦ ﺍﻟﺠﻬِﺎت
ﻭ ﻧﻌﺸﻖ أﻛﺜﺮ ﺻﻮﺭﺗﻨﺎ ﻓﻲ ﻣﺮﺍﻳﺎ ﺍﻟﺸَّﺘﺎﺙِ
ﻭ ﻫﺬﻱ ﺍﻟﺴَّﻤﺎء ﺗﺪوم ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﻬﺎ
ﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﺿﺒﺎﺑﻴﺔً ﻓﻲ ﺍﻟﺰَّﻣﺎن ﺍﻟﺤﺰﻳﻦِ
ﻭ ﻗﺪ ﻻ ﺗﺸﺎﺭﻛﻨﺎ ﻧﺸﻮﺓ الانتصار ﻟﻈﻞِّ ﺍﻟﺼﻨﻮﺑﺮ
ﻟﻜﻨﻨﺎ ﻧﺪﻣﻦ الأمنيات ﺧﺮﺍﻓﻴﺔً :
ﻟﻌﻞَّ ﺍﻟﺴَّﻤﺎء ﺗﺮاﺑﻴﺔ ﻣﺜﻠﻨﺎ …

الحلم الثالث

رأﻳﺖُ ﻋﻠﻰ ﺷﺎﺷﺔ ﺍﻟﺤﻠﻢِ أن ﺍﻟﻌﻘﺎرب ﺍﻟﺰَّﻣﻨﻴّﺔ ﺗﺄﺧذ ﺻﻮرﺗﻬﺎ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻴﺔ
ﻓﺘﻠﺬﻏﻨﻲ ﺛﻢَّ ﺗﻬﺮب ﻓﻲ ﺛﻨﺎﻳﺎ ﺍﻟﺰَّﻣﻦ
ﻭ ﺗﺘﺮﻙ ﺳﻤّﻬﺎ ﻳﺮﺗّﺐ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮَ الأولية
ﻓﻨﺒﻀﺔ ﺧﻼﻝ ﻭﻫﻤﻲ ﺗﻔﻲ ﺑﺎﻟﻐﺮﺽ
ﻭ ﻧﺒﻀﺔ ﺧﻼﻝ ﻭﺍﻗﻌﻲ ﻻ ﺗﻜﻮن ﻛﺎﻓﻴﺔ...
ﺭأﻳﺖُ ﻋﺒﻮﺭ الأزل...
ﻟﺤﻘﺖُ ﻇﻠّﻪ ﻋﻠﻰ ﺑﺴﺎط رﻳﺢٍ زﻣﺮّﺩﻳﺔ
ﻋﻠﻰ ﺟﺒﻴﻨﻪ ﻭرم ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮت ﻭ ﺍﻟﺘَّﻌﺎﻭﻳﺬ ﺗﺘﻠﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻴﺴﺘﻤﺮَّ ﻟﺤﻅﺘﻴﻦِ :
ﻳﺎ أزل …
ﺗﻌﻠّﻢ ﻃﺮﻳﻘﺘﻨﺎ ﻓﻲ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﺤﺐِّ ﻭ ﺍﻟﻐﺰﻝ ...
ﻳﻜﻦ ﻟﻚ ﻧﺴﻞٌ ﻛﺜﻴﺮٌ ﻛﺸﻌﺐِ ﺍﻟﺠﺮﺍﺩ ...

الحلم الرابع

الضَّبابُ
و صوتُ اليَعاسيبِ
و الحُلْمَتان اللّتانِ تُنشِّفُ عينٌ بياضَهُمَا
و الصَّدى المُتَمَدِّدُ في الظِّلِّ مثلَ الحَنين إلى بلدَةِ الأرْجُوان
و التَّعابيرُ في دفترٍ لا يزالُ جديدًا إلى أن يُمَزَّقَ
و الهَمْسُ قبلَ بدايةِ عِشقٍ يُنَادِمُ سِحْرَ المكان
و الغناءُ لأجلِ العَرَاء الثّرِي
و نشيدٌ يُصاحِبُ عَثرَتَنا:
"ستُعانِقُني الأرضُ عندَ اللِّقاء
و أمَجِّدُ أغنيةَ الإرْتِقاء ...
هلِّلويا
هلِّلويا ..."
  • Like
التفاعلات: حنان العادلي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى