1
وأقُصُّ القصِيدَ من أطرافِهِ
أن النَّقصَ اِكْتِمالٌ، والنَّقصُ رقصُ أطرافِ القصِيدِ في سُوحٍ بعِيدٍ
والنَّقصُ طقسٌ...
وأرى يدي، أرى العامَ الجدِيدِ، فتكتُبُ الأصابِعُ على الماءِ عن الماءِ، وأنا شجنُ غابةٍ على متنِ مركِبٍ يعشقُ العواصِفَ
والرَّقصُ نقصٌ، الأيادِي طيشٌ، الأقدامُ حتفٌ
2
وتعرِفينَ أَن العِطرَ يُخلخِلُ مِشيةَ قلبِ الرَّجُلِ داخِلَ قارُورةَ الحياةِ المسدُودةِ
فلولا تنثُرِينَ في فضاءٍ اللَّه الشَّاخِصِ بِنبضِهِ رصاصَكِ، لولا أبقيتِ حِيلةً لِلقتِيلِ؟
3
2019
|
على خشبةِ الضوءِ
صعدْ الجُمهُورُ فماتَ اللُّصُوصُ جمِيعاً
^
2020
4
ما أشبهَ الصُّبحُ بِكِ يا بِلادِي والنُّجُومُ اللألأةِ والماس
قرأنا لكِ نبضَ قُلُوبِنَا، فألفينَا يا جمِيلتَنَا كُلَّ أجزائِكِ إحساس
يا زهرةَ البِلَّورِ، يا مُوشاةً بِالحُبورِ، يا كامِلةَ الحُضُورِ...
إنا عشِقناكِ يا قدِيسةً، وهاجتْ الشُّجُون
5
أتجمعُ عواصِفَ نارِيَّةً لِساعةَ طوِيِّ الغيابِ
6
وانتهينَا لِكُومةِ أعذارٍ سخِيفةٍ، أنا والطَّرِيقةُ الثَّانِيةُ لِمُمارستِي الحياةَ
أن تحترِقَ الرُّوحُ بينما خطوكَ، ملامِحُكَ، كلِماتُكَ... جلِيدٌ
- دون بُكاء ما نفع القلبُ النَّازِفُ؟
دون أناشِيدُ مُزخرفةٌ بِالعِشقِ ما الدَّاعِي لِلِّسانٍ ذربٍ؟
- أحضُنُ الغِيابَ
وأُكدِسُ أشواقِي!
7
تزهقُ رُوحُ الكلِماتِ بِالمعانِي من جِنسِهَا
8
شُعُوبٌ من المُقاتِلِينَ الأشاوِسِ شجنِي
9
فلمَّا أنِفتُ كُلَّ شيٍءٍ أضحيتُ نسراً وطفِقتُ أُحلِقُ بِمفازاتِ رُوحِي
10
هل أتت قُلُوبُنَا من الكلِماتِ أم العكسُ؟
11
أخذتُ مُسدسِي لِأُنظِفَهُ
فخرجتْ طَلقةٌ واحِدةً واِنتاشتْ أحلامِي
12
تحت النَّافِذةِ
حِكاياتٌ مُتناثِرةٌ بين أقدامِ العابِرِينَ
وليلٌ يُوشِكُ على التَّلاشِي
وصمتٌ جاثِمٌ بِلِسانِ الفتى المُشرِفِ بِقلبِهِ وعينِيهِ على النَّافِذةِ
13
وعندما يُخبِرونكَ أنك قد مُتْ
ستبقى بين جِنانِكَ قصِيدةٌ أخِيرةٌ لم تعثِرْ على المدادِ
14
- إلى أين تأخُذُكَ العلائِق؟
- لِجِهةٍ في كِتابِ الحرائِق
- ألا تنطوِي بِالصَّفحاتِ حدائِق؟
- قلِيلًا، أنها دقاتُ دقائِق
15
كُنَّا ورقةٌ في كِتَابٍ
حتى اِستردَّتْ الغابةُ ما غابَ
فسقطنَا في مغبَّةِ الإغرابِ
16
أطبُخُ فخِي
وأَكلُهُ
17
كنِسرٍ نازِلٍ لِفرِيستِهِ
ينقضُ اللَّيْلُ على نوافِذِي
18
أكتُبُ الكلِماتَ فيغمُرُهَا الشَّجنُ
19
طويتُ بِقلبِكِ قلبِي
فنبضُهُ الحيُّ يكويه
هذا و المرايا تُقلِّبُهُ
وفُوهةُ الشَّجنِ تدميه
رويتُ بِحنِينِكِ همِّي
فوصلُ رُوحِكِ يشفِيه
20
قُرب نافِذةٍ لا يُخربِشُهَا الضَّوءُ
يتكوَّمُ ذِئبٌ كان طِفلُ ظِلُّهُ
فلما كبُرَ اِنسابَ في الشَّارِعِ نخلٌ وماءٌ
21
داخِلُ قلبِي خيلٌ تخُبُّ نحوكِ، داخِلُ الخيلِ أخيلةٌ مارِقةٌ مختُونةٌ بِالنزقِ
22
شِراكُ الشَّجنِ
---------
>
العابِرونَ
رُوحُ العالمِ ومُوسِيقاهُ
^
أعطِنِي يدكَ لأعبُرَ معكَ أيُّهَا الشَّجن
^
تمامًا
كناجٍ من عواصِفِ القلبِ
يسقُطُ تحتَ ضغطِ النُّوايا
^
الفانِي مهوُوسٌ جِدًّا بِالفانِيةِ
>
سقطْ الغُصنُ الرَّطبُ في لُجَّةِ المرايا، واليابِسُ في الفناءِ
^
اتهاوى على مِقعدٍ في جُثَّةِ اللَّيلِ
^
اشْتِقتُ لِيدِيكِ، لِعينِيكِ، لِضحكتِكِ القُبلة
^
أشُكُّ في عزائِمِ شجرةٍ نمتْ قُربَ بيتِ حبِيبتِي، كيف ستعُودُ لِقلبِ الغابةِ؟
<
>
^
23
أنتَ رجُلٌ بِلا نوافِذٍ
فكيف اِحترقتَ كحقلٍ في مُتناولِ الرِّيحِ؟
24
كُلُّ مساءٍ، حين تطرِقِينَ البابَ ذِكرياتِي الهارِبةِ، أكُونُ مُنشغِلاً بِإزاحةِ شعرةٍ في حِساءِ اللَّحظةِ!
25
كالعادة
يُغلِقُ البابَ على قدمِهِ حين يودُّ دُخُولَ الغابة
26
الموتُ
|||||||||
●
الموتُ فِرقةٌ مُوسِيقِيَّةٌ تُوزَّعُ أنغامَهَا بين الفينةِ والأُخرى على من بِقلبِهِ حِسُّ
●
الموتُ نقَّارُ خشبٍ يتودَّدُ لِكُلِّ غابٍ
●
الموتُ طرِيقةُ نظرٍ إلى العالمِ بِأثرٍ رجعِيِّ
●
الموتُ نقرةُ الرَّبِّ على كمانِ الوُجُودِ المُستفحِلِ
●
الموتُ مُتزعزِعُ الخطوِ خلفَ أَرواحٍ وراءِ الضَّبابِ
●
الموتُ عِطرُ الرُّوحِ، والحياةُ سرابٌ
●
الموتُ قداحةُ سِيجارةٍ مُستهدفةٍ
●
الموتُ مِصيدةٌ بِحجمِ الأَكوانِ
/
أيقظتُ ظِلِّي لِيمُوتَ قبلِي
فاعتذر
/
كُلُّ مؤتٍ رعشةٌ
كُلُّ رعشةٍ طِفلٌ
/
ألا تخدِشُ عدساتُ الشَّمسِ الموتَ، بلى، وهل يأبهُ!
/
ألا نتشابهُ عِندكَ أيُّهَا الحطَّابَ فلم تُعمِلَ فأسِكَ في أشجارٍ دُونَ أُخرى إذن؟
/
من أخذتَ بِالأمسِ أيُّهَا القصَّابُ؟ ألا ترى؟ كان كونًا أُنشِئ على قدمينِ
/
افتحُ الجِراحَ بِأنصالِ الحُرُوفِ ليلقفهَا الموتُ
.
.
.
27
ما قِصَّتُكَ؟
أأنتَ لافِتةٌ في زُقاقٍ مهجُورٍ؟
أرائِحةٌ سامةٌ اِنحشرتْ بِأنفِ المسافةِ؟
.
.
.
ما أنتَ أيُّهَا الغرِيبُ؟
28
صحوتُ لِأُمزِقَ الشَّجنَ بِالشَّجوِ
29
أين أنقذتُ نفسِي من عسفِ الجِراحِ؟
30
هربْ الشَّارِعُ من خُطُواتِي
31
وأُصِبتُ بِوابِلٍ من رصاصِ هواي المُسدَّدِ نحو قلبِكِ
32
يا شرِيكِي في الأماسِي
وظِلِّي في النَّهاراتِ الطَّوِيلةِ
يا شجنِي العِربِيدُ
33
أكتُبُ الكلِماتَ ثم أضغطُ على جِراحِهَا النَّازِفةِ
34
لعلَّ الدَّمَ دِيزِل
بينما اليقظة زناد
35
أُغلِقُ البابَ لِينتظِرَ الطَّرقاتَ
فتنهضُ غاباتُهُ
36
بين قوسينِ
تركتُ (العالمَ) واِنصرفتُ
37
حيث ووقتُ تشاءين
أنا كلِماتٌ حائِرةٌ حارَّةٌ لم تجِدْ حظِّهَا في الْعُبُورِ
38
شجنٌ ومنايا
-------
/
والغُصُونُ المُحترِقةِ أطرافُهَا الأيَّامُ
/
ألأن الشَّجنَ جافٌّ يبتلُّ بِي؟
/
عسلُهَا في دمِي والشُّجُونُ
/
ما بِكَ صبابةٌ وشوقٌ
ما بِكَ شكُّ
اِستِواءُ الأرضِ رُوحُكَ والفضاءُ
ما بِكَ إلا الشَّجن
^
فاجأتنِيَّ المرايا
لوَّحتْ لِي بِعينيكِ، جوهرتا الخبايا
أشكلَ عليَّ المُنى والمنايا
ثم طافتْ بِجِسمِي النُّوايا
حطَّمنِي الزُّجاجُ
39
أتذكرُكِ
فيتفشى حنينٌ يلوِي أعناقَ الغمامِ
40
والكلِماتُ رواسِيُّ
والأصابِعُ الرَّافِعةُ لِلشَّجنِ غمامٍ نازِلٍ بِشتى التَّراكِيبِ
فالقصائدُ اِفتِضاحٌ
41
ويدِي فارِغةً إلَّا من حِممِ الوحشةِ المُتدافِعة
42
وتغارُ الكِتابةُ من الكِتابةِ
فتأتِي تحت ظِلِّهَا قطرةُ ماءٍ في بحرٍ عاصِفٍ
43
تنقُصُ قصائِدٌ ضاجةٌ بِالحُبِّ متى مضى شاعِرٌ لِوراءِ الغِيابِ
44
وبابُ الأبوابِ من وردٍ، أعني قلبُ الإِنسانِ
45
تشوِينِي الأشواقُ
وبِرغِيفِينِ بارِدينِ تأكُلُنِي المسافات
46
أنا في نُعاسٍ مُتقلِّبٍ أيُّهَا اللَّيلُ
فأنتظِرَنِي مُغمضَ الرُّوحِ
أُتِي لِعِناقِكَ بِالأرقِ
47
ومُخيِلتِي
غُرفةٌ ضيِّقةٌ بابُهَا الخشبِيِّ المكسُورِ مُطِلٌّ على غابةٍ
48
جراحُ الرُّوحِ وردٌ دام أنتِ بُستانٌ غنّاءُ
49
البرقُ في القلبِ ليس كالبرقِ في السَّحابِ
50
قولِي لِي شيئاً لا كلِماتَ بِهِ
قولِي، من تحت لِسانِ الرَّعشاتِ، أعشقُكَ، لِيسمعَهَا فمِي
قولِي، بين النَّجلاوِينِ، قبِلنِي، ليسحَ على الأرضِ دمِي
قولِي
ولِتسمعَكِ طُيُورُ الرُّوحِ
أيا قاتِلتِي الصَّامِتةِ
أيا عيناي
51
الحقِيقةُ رِهنُ وخزاتِ الصَّحوِ للقلبِ
52
الموجُ ضِحكاتُ البحرِ المُجلجِلةِ
53
كُنتُ على موعِدٍ مع المِزاجِ
اِبتسمَ بِوجهِي، اِبتسمتُ بِوجهِهِ
ثم اِشتبكنَا
فأفضتْ سُلطتُهُ بِي إلى الِاعوِجاجِ
54
أحتاجُ حِضنكِ جدا
كم أن الكونَ اِنطوى بِضفتيكِ الغابةِ
55
الجمالُ هنا في القلبِ يا ولدِي
وما على الملامِحِ ملمحٌ
56
وأدفعْ عنكَ الغمامَ والصَّدى
وأدفعْ عنكَ كسبَ الأمكِنةِ
وأدفعْ عنكَ بريقَ الألسِنةِ والزِّيف
وأدفعْ إليكَ الفراغَ البهِيم
57
هل ظننتُ النَّصرَ دولةٌ بِيدِكَ؟
هو رملٌ مُتحرِّكٌ تحت قدميكَ
58
وعلى كتِفِي
اِرتاحتْ جِبالٌ أوشك الغِيابُ على دكِّهَا
59
ساعةٌ فقط
ويرِنُّ جرسُ البابِ
لقد أتى الموتُ!
أنا رجُلٌ لا كما تتصُورَنِي
بُدائِيُّ القلبِ والخُطُواتِ
أتلعثمُ، تسقُطُ الكلِماتُ مِنِّي خارِجَ المعانِي
خُطُواتِي غير سدِيدةٍ، قد أعُودُ أدراجِي دون سببٍ مُحدَّدٍ
أبكِي كضاحِكٍ وتصعدُ أدمُعِي لِلقلبِ
60
كيف كانت الحياةُ؟
ضِحكتُهَا مجنُونةٌ، أصابِعُهَا غابةٌ، وليلُهَا اِشتِهاءاتٌ وشجنٌ
وبينما بِمقدورِهَا المشي بِأورِدتِكَ كنهرٍ، صعدتْ إلى ممراتِكَ الخاوِيةِ، وضجتْ بِالأناشِيدِ
.
.
.
الحياةُ جُثَّةُ الموتِ
يناير 2020
وأقُصُّ القصِيدَ من أطرافِهِ
أن النَّقصَ اِكْتِمالٌ، والنَّقصُ رقصُ أطرافِ القصِيدِ في سُوحٍ بعِيدٍ
والنَّقصُ طقسٌ...
وأرى يدي، أرى العامَ الجدِيدِ، فتكتُبُ الأصابِعُ على الماءِ عن الماءِ، وأنا شجنُ غابةٍ على متنِ مركِبٍ يعشقُ العواصِفَ
والرَّقصُ نقصٌ، الأيادِي طيشٌ، الأقدامُ حتفٌ
2
وتعرِفينَ أَن العِطرَ يُخلخِلُ مِشيةَ قلبِ الرَّجُلِ داخِلَ قارُورةَ الحياةِ المسدُودةِ
فلولا تنثُرِينَ في فضاءٍ اللَّه الشَّاخِصِ بِنبضِهِ رصاصَكِ، لولا أبقيتِ حِيلةً لِلقتِيلِ؟
3
2019
|
على خشبةِ الضوءِ
صعدْ الجُمهُورُ فماتَ اللُّصُوصُ جمِيعاً
^
2020
4
ما أشبهَ الصُّبحُ بِكِ يا بِلادِي والنُّجُومُ اللألأةِ والماس
قرأنا لكِ نبضَ قُلُوبِنَا، فألفينَا يا جمِيلتَنَا كُلَّ أجزائِكِ إحساس
يا زهرةَ البِلَّورِ، يا مُوشاةً بِالحُبورِ، يا كامِلةَ الحُضُورِ...
إنا عشِقناكِ يا قدِيسةً، وهاجتْ الشُّجُون
5
أتجمعُ عواصِفَ نارِيَّةً لِساعةَ طوِيِّ الغيابِ
6
وانتهينَا لِكُومةِ أعذارٍ سخِيفةٍ، أنا والطَّرِيقةُ الثَّانِيةُ لِمُمارستِي الحياةَ
أن تحترِقَ الرُّوحُ بينما خطوكَ، ملامِحُكَ، كلِماتُكَ... جلِيدٌ
- دون بُكاء ما نفع القلبُ النَّازِفُ؟
دون أناشِيدُ مُزخرفةٌ بِالعِشقِ ما الدَّاعِي لِلِّسانٍ ذربٍ؟
- أحضُنُ الغِيابَ
وأُكدِسُ أشواقِي!
7
تزهقُ رُوحُ الكلِماتِ بِالمعانِي من جِنسِهَا
8
شُعُوبٌ من المُقاتِلِينَ الأشاوِسِ شجنِي
9
فلمَّا أنِفتُ كُلَّ شيٍءٍ أضحيتُ نسراً وطفِقتُ أُحلِقُ بِمفازاتِ رُوحِي
10
هل أتت قُلُوبُنَا من الكلِماتِ أم العكسُ؟
11
أخذتُ مُسدسِي لِأُنظِفَهُ
فخرجتْ طَلقةٌ واحِدةً واِنتاشتْ أحلامِي
12
تحت النَّافِذةِ
حِكاياتٌ مُتناثِرةٌ بين أقدامِ العابِرِينَ
وليلٌ يُوشِكُ على التَّلاشِي
وصمتٌ جاثِمٌ بِلِسانِ الفتى المُشرِفِ بِقلبِهِ وعينِيهِ على النَّافِذةِ
13
وعندما يُخبِرونكَ أنك قد مُتْ
ستبقى بين جِنانِكَ قصِيدةٌ أخِيرةٌ لم تعثِرْ على المدادِ
14
- إلى أين تأخُذُكَ العلائِق؟
- لِجِهةٍ في كِتابِ الحرائِق
- ألا تنطوِي بِالصَّفحاتِ حدائِق؟
- قلِيلًا، أنها دقاتُ دقائِق
15
كُنَّا ورقةٌ في كِتَابٍ
حتى اِستردَّتْ الغابةُ ما غابَ
فسقطنَا في مغبَّةِ الإغرابِ
16
أطبُخُ فخِي
وأَكلُهُ
17
كنِسرٍ نازِلٍ لِفرِيستِهِ
ينقضُ اللَّيْلُ على نوافِذِي
18
أكتُبُ الكلِماتَ فيغمُرُهَا الشَّجنُ
19
طويتُ بِقلبِكِ قلبِي
فنبضُهُ الحيُّ يكويه
هذا و المرايا تُقلِّبُهُ
وفُوهةُ الشَّجنِ تدميه
رويتُ بِحنِينِكِ همِّي
فوصلُ رُوحِكِ يشفِيه
20
قُرب نافِذةٍ لا يُخربِشُهَا الضَّوءُ
يتكوَّمُ ذِئبٌ كان طِفلُ ظِلُّهُ
فلما كبُرَ اِنسابَ في الشَّارِعِ نخلٌ وماءٌ
21
داخِلُ قلبِي خيلٌ تخُبُّ نحوكِ، داخِلُ الخيلِ أخيلةٌ مارِقةٌ مختُونةٌ بِالنزقِ
22
شِراكُ الشَّجنِ
---------
>
العابِرونَ
رُوحُ العالمِ ومُوسِيقاهُ
^
أعطِنِي يدكَ لأعبُرَ معكَ أيُّهَا الشَّجن
^
تمامًا
كناجٍ من عواصِفِ القلبِ
يسقُطُ تحتَ ضغطِ النُّوايا
^
الفانِي مهوُوسٌ جِدًّا بِالفانِيةِ
>
سقطْ الغُصنُ الرَّطبُ في لُجَّةِ المرايا، واليابِسُ في الفناءِ
^
اتهاوى على مِقعدٍ في جُثَّةِ اللَّيلِ
^
اشْتِقتُ لِيدِيكِ، لِعينِيكِ، لِضحكتِكِ القُبلة
^
أشُكُّ في عزائِمِ شجرةٍ نمتْ قُربَ بيتِ حبِيبتِي، كيف ستعُودُ لِقلبِ الغابةِ؟
<
>
^
23
أنتَ رجُلٌ بِلا نوافِذٍ
فكيف اِحترقتَ كحقلٍ في مُتناولِ الرِّيحِ؟
24
كُلُّ مساءٍ، حين تطرِقِينَ البابَ ذِكرياتِي الهارِبةِ، أكُونُ مُنشغِلاً بِإزاحةِ شعرةٍ في حِساءِ اللَّحظةِ!
25
كالعادة
يُغلِقُ البابَ على قدمِهِ حين يودُّ دُخُولَ الغابة
26
الموتُ
|||||||||
●
الموتُ فِرقةٌ مُوسِيقِيَّةٌ تُوزَّعُ أنغامَهَا بين الفينةِ والأُخرى على من بِقلبِهِ حِسُّ
●
الموتُ نقَّارُ خشبٍ يتودَّدُ لِكُلِّ غابٍ
●
الموتُ طرِيقةُ نظرٍ إلى العالمِ بِأثرٍ رجعِيِّ
●
الموتُ نقرةُ الرَّبِّ على كمانِ الوُجُودِ المُستفحِلِ
●
الموتُ مُتزعزِعُ الخطوِ خلفَ أَرواحٍ وراءِ الضَّبابِ
●
الموتُ عِطرُ الرُّوحِ، والحياةُ سرابٌ
●
الموتُ قداحةُ سِيجارةٍ مُستهدفةٍ
●
الموتُ مِصيدةٌ بِحجمِ الأَكوانِ
/
أيقظتُ ظِلِّي لِيمُوتَ قبلِي
فاعتذر
/
كُلُّ مؤتٍ رعشةٌ
كُلُّ رعشةٍ طِفلٌ
/
ألا تخدِشُ عدساتُ الشَّمسِ الموتَ، بلى، وهل يأبهُ!
/
ألا نتشابهُ عِندكَ أيُّهَا الحطَّابَ فلم تُعمِلَ فأسِكَ في أشجارٍ دُونَ أُخرى إذن؟
/
من أخذتَ بِالأمسِ أيُّهَا القصَّابُ؟ ألا ترى؟ كان كونًا أُنشِئ على قدمينِ
/
افتحُ الجِراحَ بِأنصالِ الحُرُوفِ ليلقفهَا الموتُ
.
.
.
27
ما قِصَّتُكَ؟
أأنتَ لافِتةٌ في زُقاقٍ مهجُورٍ؟
أرائِحةٌ سامةٌ اِنحشرتْ بِأنفِ المسافةِ؟
.
.
.
ما أنتَ أيُّهَا الغرِيبُ؟
28
صحوتُ لِأُمزِقَ الشَّجنَ بِالشَّجوِ
29
أين أنقذتُ نفسِي من عسفِ الجِراحِ؟
30
هربْ الشَّارِعُ من خُطُواتِي
31
وأُصِبتُ بِوابِلٍ من رصاصِ هواي المُسدَّدِ نحو قلبِكِ
32
يا شرِيكِي في الأماسِي
وظِلِّي في النَّهاراتِ الطَّوِيلةِ
يا شجنِي العِربِيدُ
33
أكتُبُ الكلِماتَ ثم أضغطُ على جِراحِهَا النَّازِفةِ
34
لعلَّ الدَّمَ دِيزِل
بينما اليقظة زناد
35
أُغلِقُ البابَ لِينتظِرَ الطَّرقاتَ
فتنهضُ غاباتُهُ
36
بين قوسينِ
تركتُ (العالمَ) واِنصرفتُ
37
حيث ووقتُ تشاءين
أنا كلِماتٌ حائِرةٌ حارَّةٌ لم تجِدْ حظِّهَا في الْعُبُورِ
38
شجنٌ ومنايا
-------
/
والغُصُونُ المُحترِقةِ أطرافُهَا الأيَّامُ
/
ألأن الشَّجنَ جافٌّ يبتلُّ بِي؟
/
عسلُهَا في دمِي والشُّجُونُ
/
ما بِكَ صبابةٌ وشوقٌ
ما بِكَ شكُّ
اِستِواءُ الأرضِ رُوحُكَ والفضاءُ
ما بِكَ إلا الشَّجن
^
فاجأتنِيَّ المرايا
لوَّحتْ لِي بِعينيكِ، جوهرتا الخبايا
أشكلَ عليَّ المُنى والمنايا
ثم طافتْ بِجِسمِي النُّوايا
حطَّمنِي الزُّجاجُ
39
أتذكرُكِ
فيتفشى حنينٌ يلوِي أعناقَ الغمامِ
40
والكلِماتُ رواسِيُّ
والأصابِعُ الرَّافِعةُ لِلشَّجنِ غمامٍ نازِلٍ بِشتى التَّراكِيبِ
فالقصائدُ اِفتِضاحٌ
41
ويدِي فارِغةً إلَّا من حِممِ الوحشةِ المُتدافِعة
42
وتغارُ الكِتابةُ من الكِتابةِ
فتأتِي تحت ظِلِّهَا قطرةُ ماءٍ في بحرٍ عاصِفٍ
43
تنقُصُ قصائِدٌ ضاجةٌ بِالحُبِّ متى مضى شاعِرٌ لِوراءِ الغِيابِ
44
وبابُ الأبوابِ من وردٍ، أعني قلبُ الإِنسانِ
45
تشوِينِي الأشواقُ
وبِرغِيفِينِ بارِدينِ تأكُلُنِي المسافات
46
أنا في نُعاسٍ مُتقلِّبٍ أيُّهَا اللَّيلُ
فأنتظِرَنِي مُغمضَ الرُّوحِ
أُتِي لِعِناقِكَ بِالأرقِ
47
ومُخيِلتِي
غُرفةٌ ضيِّقةٌ بابُهَا الخشبِيِّ المكسُورِ مُطِلٌّ على غابةٍ
48
جراحُ الرُّوحِ وردٌ دام أنتِ بُستانٌ غنّاءُ
49
البرقُ في القلبِ ليس كالبرقِ في السَّحابِ
50
قولِي لِي شيئاً لا كلِماتَ بِهِ
قولِي، من تحت لِسانِ الرَّعشاتِ، أعشقُكَ، لِيسمعَهَا فمِي
قولِي، بين النَّجلاوِينِ، قبِلنِي، ليسحَ على الأرضِ دمِي
قولِي
ولِتسمعَكِ طُيُورُ الرُّوحِ
أيا قاتِلتِي الصَّامِتةِ
أيا عيناي
51
الحقِيقةُ رِهنُ وخزاتِ الصَّحوِ للقلبِ
52
الموجُ ضِحكاتُ البحرِ المُجلجِلةِ
53
كُنتُ على موعِدٍ مع المِزاجِ
اِبتسمَ بِوجهِي، اِبتسمتُ بِوجهِهِ
ثم اِشتبكنَا
فأفضتْ سُلطتُهُ بِي إلى الِاعوِجاجِ
54
أحتاجُ حِضنكِ جدا
كم أن الكونَ اِنطوى بِضفتيكِ الغابةِ
55
الجمالُ هنا في القلبِ يا ولدِي
وما على الملامِحِ ملمحٌ
56
وأدفعْ عنكَ الغمامَ والصَّدى
وأدفعْ عنكَ كسبَ الأمكِنةِ
وأدفعْ عنكَ بريقَ الألسِنةِ والزِّيف
وأدفعْ إليكَ الفراغَ البهِيم
57
هل ظننتُ النَّصرَ دولةٌ بِيدِكَ؟
هو رملٌ مُتحرِّكٌ تحت قدميكَ
58
وعلى كتِفِي
اِرتاحتْ جِبالٌ أوشك الغِيابُ على دكِّهَا
59
ساعةٌ فقط
ويرِنُّ جرسُ البابِ
لقد أتى الموتُ!
أنا رجُلٌ لا كما تتصُورَنِي
بُدائِيُّ القلبِ والخُطُواتِ
أتلعثمُ، تسقُطُ الكلِماتُ مِنِّي خارِجَ المعانِي
خُطُواتِي غير سدِيدةٍ، قد أعُودُ أدراجِي دون سببٍ مُحدَّدٍ
أبكِي كضاحِكٍ وتصعدُ أدمُعِي لِلقلبِ
60
كيف كانت الحياةُ؟
ضِحكتُهَا مجنُونةٌ، أصابِعُهَا غابةٌ، وليلُهَا اِشتِهاءاتٌ وشجنٌ
وبينما بِمقدورِهَا المشي بِأورِدتِكَ كنهرٍ، صعدتْ إلى ممراتِكَ الخاوِيةِ، وضجتْ بِالأناشِيدِ
.
.
.
الحياةُ جُثَّةُ الموتِ
يناير 2020
