عادل سعد يوسف - في هذه الليلة تأخذين قميصي باتِّقاد مكتمل.. شعر

(1)
هكذا
بعام جديد أقترح وطناً جميلاً للعصافير
أقترح ليلة من العشق في منتصفها تأتي الحبيبة
مباركة كقديسة
تتجول في خارطتي وتشعل شموعها
بذات المنتصف
بقبلة
بثانية أخيرة تنزع ورقة هذا العام
تنزع تاريخي الأنثوي ، لتشرع أحضانها على أسرة النيلوفر الشتائي ، تهيئ دخولي إلى أنهارها
تقرأ كفي بذاكرة العنادل على أغصانها ، لتؤب لفنجانها النهاري غاصة بالبروق وبحنين لا ينتهي
هكذا
تنبثقين من مملكة النساء واحدة لا تشبهها اليمامات
تنبثقين كأنك عائدة إلىَّ من تاريخهن
من كل دروب النبض الولهى
هكذا
في الجنون الفسيح
وفي الانتظار المكتمل
يطيب لي أن أتركها على كتفي طيلة هذا القنديل في هذه الليلة ، في هذه الليلة فقط
يطيب لي أن أدخلها إلى هذيانات عشقي في سهول نبيذها
سهول نبيذها التي تشتهيها كما تشتهيني دون نهايات تتنهد في خوفها ، وتأخذ قميصي موعداً لنارها .
يطيب لي الآن
وفي هذه الليلة ، الليلة التي غامرت بآخر أنفاسها لتبقى مثل أغنيات العاشقين محفورة في شفاه الحبيبات في جدائلهن ، وتمتمات تفاحهن الثمل و يمررنها على غنج الرموش ويسبحن في سلمها الموسيقي فاتنات ومتكئات على مفتاح دي ميجور .
هكذا
أحبك
وأنا وأنت وجهان من عشق على زند الموسيقى
وجهان من موج الحياة المترنح بالسكر ككلمة حب في تمام أوانها
بقبلة لك
وأخرى للعاشقين
قلت :
بك أعجن قلبي بشهوة اللون الخلاسي
بك تنبلج الألوان من أرخبيل البهار
وبي صلصال أرجوانك النبتي
يا للنهار المغمس في قهوة الفراشات
هكذا
أحبك
حقلاً من المصابيح كوشم سرتك البهي
وعلى حماماتك أكتب ...............
قلتُ :
عام جديد
مثلك
يا حبيبتي.

(2)
هكذا
وأنت تطفئين مصابيح غرفتي
تضيئين باشتعال ثانية تقف على فتنة الليلة الأخيرة
تعانقين جنون عشقي بك
يا لجذوتك المتوارية تحت قميصي باتقاد مكتمل
ويا لك من تفاحة خرافية اللون مليئة بالاشتهاء ومغسولة بندى مهراق في كرنفال الليل .
هكذا
لا بدَّ لي من شكر النهارات ، النهارات التي عرفتني عليك ، وأحمد تلك الثلاثاء وهي تختبئ بخجل في عباءة الفاكهة كأنها استجابة خريف كان يجلس على عتبة صيفي ذي الوحشة الدافقة .
لا بد لي من شكر النهارات التي رفلت بك إلى ألفتي المأهولة بالفراديس ، ألفتي المندلقة بغموض عينيك الناهشتين ثمرة احتدامي .
هكذا
أوشمك باسمي بلعنتي الكوشية وبحضوري في التوبة
متأملاً لحنك وكأني خارج بقائي ، خارج أن أولد من شفتين مثقلتين بالتداعي ومحكومتين بالصهيل بين ظلي والجسد ، بين مفرد رغبتي بك في إفرادها العاري
أتقصاك على ملامح المساء وأسبق عليك محبتي .
هكذا
في العشق الذي يبتكر الحلم تزدهي الغواية بك حدَّ الأساطير
تعبرين على تخومي واحدة أنت
تتمرأى خصوبتك المائية في ديباجة الرياح وهي تمر من عنب الينابيع إلى ينابيع سرك في الماء ، تعبرين بطمأنينة النبوءة المقدسة على معارج النيازك
كمجرة مفرطة في المباغتة هذه الفتنة
كيقظة لمغفرة عاصفة هذه اللغة
كوردة جورية نسيت لونها على سرير أنثى أسميك أنت .
هكذا
ينحني 2012-12-31
ينحني على أهدابك ليعبئ عينيَّ صلاةً لفراشة تتوحد في شهيقي
ينحني مثلي تماماً لتقبيل عنقك ويغمرك بالفوضى
ينحني بولهٍ أبعد غوايتي بك
يا لهذا
الحليب السخي
يا حليب كيف منحتها كل هذه الأبهة ، منحتها قدرة التمرغ فيك وطقس مصباتك وتهجي إيقاعك اللاثم
يا حليب
يا حليب
أقايضك الآن بضحكتها
أقايضك بي
بطقسها الكوني
لتمحوني من رعشة النساء جميعهن
لتكتبني بالغيبوبة الكبرى في اهتياجها البدئي
يا حليب
يا حليب
يا نداء الشبق
كن رحيماً في الإباحة
وكن رؤوفاً بعناصري
هكذا
وأنتِ حليبي في كل عام .

(3)
هكذا
رويداً رويداً
تنزعين غطاء الليلة عنك
بذاكرة تائهة كمرايا تلتبس بسنبلات الصباح وترهف أطرافها لعصافير الشتاء
رويداً رويداً
تفتحين رمشيك تحاذيني تماماً وتهمي ينابيعك على قميصي
أشرب قليلاً من خمرك
قليلاً مقدار ما يجعلني أن أحتمل هاتين النافذتين المرتعشتين بطلِّ النزهات المتوحشة في الليلة المطمئنة
في الليلة الطازجة كبرتقالة
هكذا
الليلة الأخيرة
في منحى المنادمة بدقات بندولها الزاجل
غمرتُك بعطايا الكناري وزنابق رمتني عالياَ و مشت إلي حديثها كعرافة تتأمل أنفاسك في أرائك الإشارة
هكذا
أشعل سيجارتي
وعليك أسكب حرائقي
أمدني مكتظاً بأقواس الإوزات المنمنمة بالبياض الموسيقي
وبرغباتها الأرجوانية تحاورك المزامير
وبتجوالها
تكتب عاماً من الأريج
جديداً
ومشتجراً بكِ .
هكذا
يعلو ندائي جسراً لنشيدك الجسدي
يا مسرات هدهدتني في همسها البنفسجي ذات عسل صديق وعمدتني في طفولة الماء والمعجزات
يا مسرات
يا مسرات خلعتني من غابة الملكات و وحمات جمراتهن وطرزتني باليقين
يا مسرات
يا مسرات سمتني شريداً في الكلام
يا مسرات
يا مسرات .
هكذا
الآن
والنواقيس تخلع ضجيجها
ألعابك النارية / الشموع الصغيرة التي تضئ بخصوصية في دمعة العاشق توزع عطرك
عطرك الذي يمرُّ محتشداً بالملامسة ، بخدر ثانية أخيرة
يتوسلني بجلاله الشاهق
قلت :
افتحي القلب صباحاً
افتحي القلب
لأحلام جديدة
وقبليني
عاشقاً في كل عام .

(4)
هكذا
أيتها الكروانات المجرِّدة لفتنة الليل أستعيدك باسمها، أستعيدك لأضلك عن ظلالها ، عن شقشقاتها في الثانية الأخيرة ، عن تفاصيل جمالها اللابس أبجدية دفئها وهي تنفجر في كفي كإوزة بيضاء في الحب ، في التهليل بأسمائها ، وبليلة واحدة تتركين أصابعك على قميصي
هكذا
بكِ اجترح محبة للفراشات في رقصها ، وهي تنثال عند حافة الشموع وتقرفص حدود الضوء في أجنحتها شفيفة البوح ويغمرن قميصي بفتنة العطر مثلك تماماً في مجرة عطرك على أريكة العشق
محتشدة أنت ببحيرات تقاسمتني في السكينة ، بحلمة قرط تتدلى كنشيد العائدين من الغواية إلى الغواية يحترقون
يحترقون كلما تفجر برعم الثمرة في الاشتهاء بكامل حضورهم اللاهب في حذر كاحليك .
يا مسنونة اللهاث أنا العابر لا أخشى مصباتي
أنا العابر المنفلت فوضويُّ التجانس
المتجانس
المنهمر
سرباً من صليل أجراسك
أغمرك عالياً لسمائنا الليلية في العرائش ، أغسلك بشهيقي المباح في احتفال التهجئة اللاثغة بالكمنجات قلت : ما أندى أصواتها.
هكذا
الليلة زورق من رعشة التوليب يهمس تحت قدميك ، تحت ينابيعك الفوَّارة مستنداً لابتهالك المتمايل لخضة احتفالك المفعم بالقرنقلات
زورق واحد لك أيتها الجامحة الخارجة من منتجع الشهوة إلى براري الغريزة قديسةً تتشح برهبانية الطل وتنزل في عناق الوجد مخبوزةً بالخرافة وفائضة في جلال نقشك النبتي ، ذاهبة عبر مضائق الإناث في البحار كلها.
هكذا
في معرة صباحنا الجديد ، ترمين شعرك منثالاً كشلال من القهوة الأفريقية في براكين براهيني
أبصرك برهبة مطلقة الاشتهاء وألتمس الطريق لأنفاسك
أرفع كتفي رحيباً
وأطعمك
اتحادي
بك.
هكذا
مثل أسطورة تتقوسين على سريري ، ملتمعة يواقيتك في كوثر جسدك ناهض الفتنة
قلت : دعي الصباح يرتاح قليلاً
لا تفتحي نافذة البتلات
وانزلقي خفيفاً بطِرة الساقين إلى مياهي
أحبك الآن
وأنت تتسرمدين في إطلاقك الجسدي
وأنت تجدلين يومي الأول وتنثرين رمان الأنوثة في سريري
وأنت من ألق البحر في الورد تشعلين سجارتي وتسيرين خافقة على شهقة الحمامات وتسكبين خلف أذني كأسك الأنثوي
وأنتِ ترفعين مخملك النبيذي إلىَّ
يانيبذ مساماتها
يانيبذ ِالمباهج
يانيبذ
يا نبيذ
أعاهدُكِ الآن على التضرج بها
حد التباهي
في كل عام.


عادل سعد يوسف - الخرطوم - السودان .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى