إبراهيم سعد الدين - رِسالَةٌ إلى نَجْمَةٍ مُرْتَحِلَة.. شعر

لا تُطيلي الغِيابْ
فالنُّجومُ تُسائلُني عَنْكِ
والشَّمْسُ والقَمَرُ..
وحروفُ الكِتابْ
لا تُطيلي الغِيابْ
لَمْ يَعُدْ ثَمَّ طَعْمٌ لِزادٍ
ولا نَكْهَةٌ بلفافةِ تَبْغٍ
ولا مُتْعةٌ في شَرابْ
لا تُطيلي الغِيابْ
فالبلابِلُ كَفَّتْ عَنِ الشَّدْوِ
والشِّعْرُ أعْلَنَ عِصْيانَه..
والقَوافي تُهَدِّدُني بانْقِلابْ..
لا تُطيلي الغِيابْ
كُلُّ شَيْءٍ تَغَيَّرَ
وَقْعُ الخُطى في الشَّوارع
عُنْوانُ مَقْهايَ
فِنْجانُ شايي
وطاوِلَةُ النَّرْدِ
صَوْتُ المُغَنّي
ونَفْخُ الأراجيلِ
رائحَةُ التَّبْغِ
حَتَّى وجوه الصِّحابْ
لا تُطيلي الغِيابْ
كُلُّ شَيءٍ هُنا باشْتِياقٍ إلَيْكِ
الأثاثُ.. المَرايا.. الحوائطُ..
ضَوْءُ المَصابيحِ
قارورَةُ العِطْرِ
فُرْشاةُ شَعْرِكِ
حَتَّى الثِّيابُ
تُراوِدُ عَنْ نَفْسِها في حياءٍ
وتَسْألُ: أيَّانَ وَقْتُ الإيابْ..؟!
لا تُطيلي الغِيابْ
مَنْ يُرَوِّي صَدى القَلْبِ بَعْدَكِ..؟!
كُلُّ المَزاراتِ ـ دونَكِ ـ موحِشَةٌ،
واليَنابيعُ قَفْرٌ
وَماءُ سِوااكِ سَرابْ.
أعلى