أمل عايد البابلي - لم يعد صالحاً.. شعر

هذا لساني السليط
في حصص الفراغ
يحتاج للكثير..
يحتاج لفراغات طفولة
لا يمكنها ان تمتلئ
الا بصراخ صغير
والشيء ونقيضه .
،
أسناني بدأت تتساقط
وخطيئة أبي
حملها ظهري الملتف على جسدي
اورثني الأمس بسوء التغذية
ومرة أخرى لم أعد صالحا للخروج في الشارع .
،
بعد قليل كل شيء في مكانه
سنتوقف ..
ونعود راكضين للخليقة الأولى
خالين من الكره
الا من قتل قابيل لأخيه .
،
منذ ساعات طويلة
وهو يحدق بفنجان قهوته
فنجانا واحدا
ثم آخر ...
ثم يرشف الوقت تك .. تك .. تك
كأن الساعة أكلت عليه وشربت من فراغ .
،
الكل يتخطاها مسرعين
صاخبة شوراع المدينة
مليئة بالوجوه الحزينة
ومن صور عارية
في أعالي الرؤوس
كمن يجلس على كرسيّ
ينتظر متى ينادون بأسمه كي يرحل .
،
جداري الذي أرسم عليه
رائحة أخي الشهيد
وأحفر على ملامحه دمعي
وكوابيسي
حتى نقاشاتنا الصاخبة ..
جداري
أضعه في درج مكتبي
واقلامي والورق
او أضعه في رأسي
المحتشد بكمٍّ هائل من الحسابات
جداري
أحمله في حقيبتي للمدرسة
أخبئه جنب
محفظتي الزرقاء
ودفتر مذكراتي الدائم
كيّ أكتب ما أنساه دائما
ويتذكر معي هو ..
حين أرحل
يقصُّ عليكم ما كان يسمع .
.
.
.... أمل عايد البابلي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى