أمل عايد البابلي - فصلٌ المساء لم ينتهِ بعد

مشهد أول :

في باحة البيت
بعد العشاء وحلول الظلام، تهدأالانفاس والكل يهرع إلى الديار إلا هي تهرب لتلّتها المقدسة
محراب وحدتها ومهبط وحيها
ترتدي حذاءها ( الترانشوز) وتركض نحوها مسرعة لتعانقها عناقها اليومي ولتنظر للعالمين تحت قدميها وهي تغني فصلها المسائي .

مشهد آخر :

- كانت تكلمه عن زاويتها المقدسة والنجوم النابضة فوق رأسها
وهو ينصت لها كأن قلبها من يتكلم
عيناه غارقتان في وجهها
تناديه : حساني
فيجيبها : نعم سُكرتي
لا لا بل ملكتي
- تعال نذهب للتلة
- هيا بنا
يركضان نحو التلة مروراً
بملعب خماسي للقدم والاصوات تتعالى من المشجعين
وأصوات كلاب بعيدة
تتسارع أنفاسهما
حتى أعلى التلة
- أوه سُكرتي تعبت ...
توقفي .. توقفي
- آه ياكسول دوما تتأخر ثم تتعالى قهقهاتهما فرحين ..
تدور بجسدها المتعرق نحو نسائم الشمال
- حساني تعال
- تعال هنا
- أنظر إلى المدينة القديمة كيف تسجد تحت أقدامنا
- هو في ذهول ( ملكتي أن العالم حقا تحت قدمينا )
- تضحك مجددًا وتسحبه للجانب المعتم من تلتها المقدسة

مشهد آخر :
تبدأ غناءها كما كل ليلة
وهو يجلس جنبها يستمع لصوتها
والنجوم تدور حول تلتها
لتصرخ ...( كوثى ) آه يا جذوري ومحرابي
يضع رأسه بحجرها
- سُكرتي... ما قصة هذا المكان ؟
فيبدأ حديثها عنها ...
ولما ينتهِ أبدا.
.
.
.
- هامش / (كوثى) هي مملكة قديمة في بابل - العراق
والتلّة مرتفع المدينة القديمة وبقايا آثارها الجميلة .
.
.
.
...... أمل عايد البابلي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى