حنان عبد القادر - متعة النجاح

إذا أردت أن تتغير للأفضل، إذا أردت أن تحرز تقدما في حياتك، فكن دائما سيد نفسك وامتلك الإرادة لتطويرها، تفقدها من وقت لآخر كما تتفقد النباتات لتزيل عنها ما جف من أوراقها، وتبعد عنها المتطفل عليها من عوالق وحشرات، وتداويها من الأمراض والآفات.
كذلك تحتاج أنت أن تتفقد ما علق بشخصيتك واعتقاداتك وعاداتك وسلوكياتك، فما اعتدنا عليه من سلوكيات يقتلنا بالتدريج دون أن نحس، كمن اعتاد التدخين مثلا، أو الاكثار من السكر والملح في الطعام، أو تناول المعلبات واللحوم المصنعة أو شرب المياه الغازية.
والأخطر هي العادات التي تقتل الأرواح كالغيبة والنميمة، والخوض في الأعراض، واتهام الناس دونما دليل أو بينة، والانشغال بأمورهم عن الأمور الشخصية، فإن لدينا من المساوئ والعيوب ما يشغلنا عن عيوب الناس؛ فلننشغل بها، ونعمل على إصلاحها.
ولتساعد نفسك، فعند سلوكك طريق الإصلاح عليك أن تكون ماهرا فيما يلي:
  • الحب، أحب ما تصنع، يحبك ما تصنع، ربما تجد ذلك غريبا، لكنها الحقيقة، فإذا أحببت عملك أحبك، ومنحك من الثمار مالا تتوقع، مثل ذلك كالشجرة، إن أحسنت إليها، وأتقنت وتفننت في رعايتها، منحتك عصارة قلبها ثمارا، وتمددت عليك فيئا وظلالا، فلا تبخل أبدا على نفسك بالحب، لأنك إن منحته لأي شيء، بالتأكيد سيعود إليك.

  • الاستغناء عما لا يفيد، فبعض الاستغناء يعد بداية، سواء في العادات أو الممتلكات والمقتنيات، وكثير من الناس البعد عنهم فضيلة.
  • التجاهل والتسامي على كل ما يسبب لك نوعا من القلق، فلتعد كل شيء إلى حجمه الطبيعي ، وتجاهل الأفراد الذين يسببون لك الأزمات دون داع لتعيدهم إلى مكانهم الصحيح من حياتك، فلا يأخذون أكثر من قدرهم، ولا يستطيعون أن يتمادوا في استغلالك.

  • تنظيم الفوضى، فكل فوضى إن بدأنا في تنظيمها قد تقودنا إلى اكتشاف شيء جديد قد يكون مبدعا، فالإبداع ليس سوى إعادة ترتيب لتفكيرك اليومي، أعد تنظيم ما تراه فوضويا في علاقاتك وفي حياتك وستكتشف كم هو مبدع ومريح ما توصلت إليه من نتائج.

  • الاجتهاد والجودة، اجتهد وأجد ما تصنعه وابذل مزيدا من الجهد لتطوير ما تعلمته من مهارات، ولا تحقرعملا ولو صغيرا، فربما نتج عنه مالا تتوقع، وربما قادك لتغرس رايتك فوق القمة.

  • إعادة التقييم والتقويم، قم بين الحين والآخر بتقييم نفسك وتفقد عاداتك وسلوكياتك، والأخطر من ذلك تقييم أفكارك، فإن لم تدرك أخطاءك فلن تتعلم الصواب، واعمل على تحديث قوانينك وتقويم أسلوبك في الحياة، وتعلم كل ساعة جديدا لتصبح مفيدا.

  • الإبداع، تعلم أن تقدر الجديد في الأفكار التي ترد إلى ذهنك، وتعامل معها بأبسط الأساليب، فالبساطة ناقة الإبداع، والفكرة مهما كانت عميقة، إن لم تستطع أن تشرحها بوضوح للطفل، فلا قيمة لها على الإطلاق، لقد قال أينشتاين:" إذا لم تستطع شرح فكرتك لطفل عمره أعوام فأنت نفسك لم تفهمها بعد، وإذا ادعيت أنك تفهم فكرة ما فيجب أن تكون قادراً على شرحها لجدتك.

  • وضع الأهداف والتهديف عليها، فلا حياة من غير هدف نسعى إليه، ولا هدف بلا صعوبات نواجهها في سبيل تحقيقه، فلا تقلق من العوائق التي تواجهك،وكما يقال: إن لم تتألم لن تتعلم، فعليك أن تضع لنفسك منظومة أهداف تود الوصول إليها، وتضع خطة تسير عليها، وتحسن تقدير الوقت اللازم للوصول إلى أهدافك، والعمل على ذلك بجد وانتظام دون تسويف.

  • الفضول والدهشة، ذلك المتولد عن الاكتشاف، فلا تمنع نفسك أبدا من البحث عن معلومة، أو التنقيب عن حقيقة، ولا تتوقف أبدا عن السؤال؛ فهو باب المعرفة.

  • الخيال والتأمل والتفكير بحرية، إننا سجناء لحواسنا وإدراكنا المحدود، ولهذا نعجز عن رؤية الحقيقة بكل جوانبها، وكل ما هو عظيم في الحياة توصل إليه الإنسان عندما تأمل وعمل بحرية، فالخيال يقود إلى المعرفة، وما الحقائق والاكتشافات إلا نتاج الخيال والتأمل العميق.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى