عادل سعد يوسف - خَمْسُ سَنَوَاتٍ مِنْ خَمرَةِ اللهِ.. شعر

خَمْسُ سَنَوَاتٍ
مِنْ خَمرَةِ اللهِ
مِنْ لَوْثَةِ النَّبِيذِ الْمَعْمَدَانِيِّ
النَّبِيذِ الْمَاطِرِ عَلَى بَتُولِيَّةِ الْعَسَلِ/ عَلَى الأُفُقِ الَّذِي يَشْرَبُ سُهُولًا مِنْ زُبْدَةِ الْعِنَاقِ/ الْعِنَاقِ الْنَّاسِكِ فِي الْحَدَائِق، فِي الْمَجَرَّاتِ الْمُنْدَلِقَةِ كَنَهَارٍ يَنُطُّ مِنْ تَسْرِيحَةِ شَعْرِكِ إلَى الْوَسَادَةِ الصَّغِيرَةِ، تِلْكَ الْوَسَادَة الَّتِي نَقَشْتِ اسْمِي عَلَيْهَا بإبْرَةِ الْكُرُوشِيه هَكَذَا
Adil
وَكُلَّمَا أوْغَلْتُ فِي الغِيَاب
تَُعَانِقِينَهَا
وَتَقُولِينَ لِي: أنَا الآنَ أحْضِنُكَ.
خَمْسُ سَنَوَاتٍ
تَجْلِسُ الآنَ
فِي الصَّبَاحِ الْكَرْنَفَالِيِّ
وَترْفَعُ أنْخَابَهَا
لِيدِ اللهِ الْمُبَارَكَةْ.
خَمْسُ سَنَوَاتٍ
فِي وَقْتٍ بَاكِرٍ مِنَ الْعِطْرِ
نَصْحُو كَزَهْرَةٍ فِي بُحَيْرَةِ نَاكُورُو(nakuru)
نَصْحُو كَطَائِرَيْنِ مَكْسُوَّيْنِ بِالسُكْرِ
يُدَخْنَانِ فَاكِهَةً بِدَائِيَّةً
وَيَكْتُبَانِ الْحِكَايَاتِ الْعَمِيقَةَ
قُبْلَةً
بَعْدَ قُبْلَةٍ
فِي الرِّوَاقِ الْمَنْزِلِيِّ.
خَمْسُ سَنَوَاتٍ
-ولأنَّنَا عَاشِقَانِ بَاتِعَانِ فِي الْمَحَبَّةِ وَلا يُشَقُّ لَنَا غُبَارٌ فِي الْعِشْقِ- نُمَرِّرُ أصَابِعَنَا بِالطَّرِيقَةِ الْحَيَوِيَّةِ/ الطَّرِيَقَةِ السَّامِقَةِ والْمُتَوَهِّجَةِ بِالسُّمرَةِ الْعَارِيَةِ، كَشَهْوَةٍ تُرَتِّلُ الطُّبُولَ/تُرَتِّلُ خَمْرَتَكِ الْمَعْمَدانِيَّةَ/ سَمَٰوَاتِكِ الْخَجُولَةَ/ الأخَادِيدَ الأشدَّ زُرْقَةً مِنَ الأحْجَارِ الْبُرْكَانِيَّةِ رَائِحَة الْعُشْبِ وَهِيَ تَقْرُصُ قَدَمَيْكِ بِمِزَاجِهَا الأُورْكِسْتِرَالِيِّ/دَفَاتِرَكِ القَدِيمَةَ وَالْمَحْشُوَّةَ بِكَرَامِيلِ عَيْنَيْكِ / لَحْظَاتِ صَمْتِكِ الَّتِي تُشْبِهُ عَرَانِيسَ الذُرَةِ وَتَتَأرْجَحُ كَمَلائِكَةٍ لاتَنَامُ
كُلُّ ذَلِكَ لِوَجْهِ الْمَحَبَّةِ.
خَمْسُ سَنَوَاتٍ
فِي الطَّابِقِ الرَّابِعِ مِنْ عِمَارةٍ قَدِيمَةٍ،
وَفِي غُرْفَةٍ بَحَجْمِ وَرْدَةٍ
أنَا وَأنْتِ
نَصْنَعُ كَعْكَةَ الْمَسَرَّةِ
-وَلأنَّنَا عَاشِقَانِ بَاتِعَانِ فِي الْعِشْقِ ولا يُشَقُّ لَنَا غُبَارٌ فِي الْمَحَبَّةِ-
نَحْتَفِي بِالْغَابَةِ الْمَطِيرَةِ أمَامَ الْبَيْتِ
نَحْتَفِي بِالْمَسَافَةِ بَيْنَ الْكَمَنْجَةِ والْقَوْسِ
وَنَسْتَنِدُ عَلَى شَجَرَةِ الْحَيَاةِ
وَنَرْقُصُ.

عادل سعد يوسف - السودان

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى