الشريفة مريم بن بخثة - هنا رابضون..

لا لون لهذا الليل
سوى مسحة من فضاء
تذوب تحتها غيوم
محملة بجوف صدري
تعانق ولهي
تمسح عن جبين عمري
عرق سنين الانتظار
وحدها السماء
تعشق ليلي المحموم
بفرحه و حزنه
بحروفه العطشى للاحتراق
نمشي ..نمشي
بلا جسد نمشي
نعانق صخر الأوهام
نرمي من صدورنا
شجرة الأحلام
بلا مستقبل.. يواريه السراب
نضحك ملء الأذقان
نضحك فينا
في سهونا و لهونا
و هويتنا ترابض الفراغ
أمة تمشي نائمة
تغازل الأحلام
تصنع من الجوع
فرحا للأيتام
تغرد مع تهليلة كل فجر
بفرح لا يأتي
هل ضللنا الطريق
أم غابت عنا
همهمات الليل الجميل
و سمر يرقد تحت الرماد
و ذاك الذي شاخت عيناه
يستزيد
من دمع يداوي به
يد الجريح
و يكفن به الشهيد
و يمضي
يمضي
حيث لا صوت
غير اللهاث
ككلاب الغاب
و شموع تنير عتمة الليل
في ذاك البيت البعيد
معبدة أحلامنا
بكل الأوجاع
لا الحرف يستكين
و لا القلب يلين
هو وجع ينقشه حرفه
و يمضي
لأننا وحدنا لا نمشي
هنا رابضون.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى