الشيخ نوح - أمْوَاهٌ للعَطْشَى..! شعر

قَلبٌ يُعبِّرُ نَبضُهُ رُؤيَاهُ
وَالرَّملُ تَحلُمُ بِالسَّماءِ يَدَاهُ

.

أنْتَ ابْنُ آدمَ يَا احْتمَالًا عَابقًا
مِن صُلبِهِ مُنذُ انْتقَاكَ اللهُ!

.

الأرْضُ كَانتْ قَبلَ مَولِدِكَ الَّذي
فَتحَ الرُّؤَى عِطرًا أضَاعَ شَذاهُ

.

شَيخُوخةً عُكَّازُها الآثَامُ إذْ
تَمشِي وَوِجهتُهَا دَمٌ أوّاهُ..

.

أرْضٌ تَوغَّلَ فِي الشُّذوذِ مَصيرُهَا
فَالطَّعنُ لَثْمٌ والسُّيوفُ شِفَاهُ

.

لا َماءَ فِي مُقَلِ الغُيومِ إذَا بَكتْ
يَسقِي الصَّحارِي فِي خُطى مَن تَاهُوا

.

عَطَشُ المُسافِر فِي اليَبابِ يَقودُها
حَتَّى ابْتسَمْتَ تَفجَّرتْ أمْوَاهُ

.

القَلبُ كَالمِرآةِ يَعكِسُ لَحظةً
هَزَّتْ ضُلوعَكَ مَا لها أشْبَاهُ

.

جِبريلُ يُقْرِؤُكَ الكِتابَ.. وَرجْفةٌ
تَسرِي تُغذِّي نَارَها كَفَّاهُ

.

ودُوَارُ هذَا الكَونِ تَعصِفُ ريحُهُ
و الغَارُ قَدْ فَغرَ انْتشَاءً فَاهُ

.

"اقْرَأْ" ويَرتجِفُ المَدَى مُتوَرِّدًا
وَحيًا لِيغْسِلَ بِالضِّياءِ خُطَاهُ!
.

عُرسُ الشُّموسِ وهذِهِ أفْراحُهُ
فَلتفْرحِي يَا أرضُ؛ يَا أُمّاهُ

.

وَلتَحزَنِي يَا حُفرَةً دَفنَتْ بِها
كَفُّ الظَّلامِ أُنُوثَةً..أَوَّاهُ!!

.

فَتّحْتَ أبْوابَ السَّماءِ فَسيحَةً
مِفتَاحُها التَّخيِيرُ.. لاَ الإكْراهُ

.

بارَكْتَ رِحلةَ مُذنِبٍ فِيمَا مَضَى
فَتنَسَّكَتْ فِي مَشْيها قَدَمَاهُ

.

لاَ عُرْيَ لِلأروَاحِ مِنْ أثْوابِها
مَا دَامَتِ الأثْوابُ: يَا رَبَّاهُ!

.

الآنَ يَلبَسُ كُلُّ عَارٍ جَنَّةً
غَزلَتْ خُيوطَ قَميصِها شَفَتَاهُ

.

الآنَ يَنتَفضُ الغِيابُ ويَرتَمِي
فِي حَضرَةِ النُّورِ الَّذِي يَغشَاهُ
.
.

كُلُّ المَجَرَّاتِ الَّتِي انْطفَأتْ ومَا
عَادَتْ تَرى.. هَذا السُّطوعَ تَرَاهُ!

.

تَشْتاقُكَ الدُّنيَا فَتتْرُكُ شَوقَها
تَنسَاب فِي شَغفِ الَمدَى حُمَّاهُ

.

فَتُحيلُ أرْصفَةَ العَذابِ إذَا طغَتْ
عَسَلًا مِنَ الإنْسانِ.. مَا أشْهَاهُ!




تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى