إبراهيم صبحي الزناري - صور متداخلة للصمت

(1)
لستُ طيِّبًا إلی هذا الحد يا أبي
أنا يدك التي استسلمت للشقاء
و بطشت في الغضب
و اتخذتها وسادة
لخدك /
الذي غاب في السحاب المراوغ .
لست طيِّبًا إلی هذا الحد يا أخي
فأنا لسانك /
الذي أتقن (الذوق)
و الشعر
و السخرية
و أطلقته عندما قررت الصمت
و السفر إلی سفوح الجبال .
(2)
يكتفي
أن يحط على كتفك الأيمن
متخذًا من إيريس أرجوحته المميزة
و هو ينتظر نفثة واحدة
تصوبه
نحو عاشقين مبتدئين
تشتعل قبلاتهم بالحنين
عندما تتنهدين
عبيرا شبقا بالمرح.
(3)
يصبح لزامًا
أن أوضح موقفي
من الموت
و يهمني أن أودع قبلة
على جبين الموتى
لكن فارقًا كبيرًا
بين
قلبي الذي يهتز للفكرة
و قلوب العالم
التي تنبهر بمساحيق الوجه
(4)
أوربا
زورقان غارقان في نهر من الدموع
هکذا رسم عينيك (بابلو بيکاسو)
و أنت تتحولين إلی بوق مصمت
يستجيب لآلة التحکم عن بعد
الزوايا الحادة
و الخطوط المنکسرة في صوتك القادم
من إطار الصور المتداخلة
و علامات الاستفهام الکبيرة
مٶشرات اتساع الرٶية و ضيق العبارة
....

ليس للإله الصغير حيلة أخریٰ
إلا أن يأخذ شکل الثور
عابرًا بك لجة البحر
و أنت تسألين (دون مقاومة):
إلیٰ أين نحن ذاهبان ?
(5)

ممَّا يجلب السعادة أحيانًا
أن تتنازل عن مبارزات الديکة
سوف تنجو من الطوفان/
تلقی بحجارة الطریق خلفك
حتی ينبت إثر كل حجر
قصيدة
تقطفها و تنام

إبراهيم صبحي – مصر

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى