د. أحمد الحذيري - الترجمة من تحويل النصّ إلى تحويل الذات

مدخل

لعبت الترجمة دور الـمحفّز والمنشّط في مَواطن القصور الوظيفيّ والبنائيّ للفكر العربيّ والآداب العربيّة وجسّرت الهوّة بين مَناحي تخلّفنا وتقدّم غيرنا. فأسعفتْنا بما به أغْنيْنا لغتنا.وتطوّرت، ليمكننا التعرّف على العالم ومواكبة خطاه.

والترجمة، كما هو معلوم، لا تُحَـوّل النصّ المترْجَم فحسْب وإنّما تُحوّلُ في الوقت ذاتِه لُغَتَهُ.وليست الترجمة هي ما يضمنُ حياةَ النصّ المترجَم ونموَّه وتكاثرَه فحسْب، وإنّما هي ما يضمن أيضا حياة اللغة والفكر ونموّهما. وربّما لهذا السبب كانت أزهى عصور الفكر، غالبا، ما تقترنُ بازدهار حركة الترجمة. وبهذا المعنى تكون الترجمة لا علامةً على تبعيّةٍ ومجرّدَ نقْلٍ، فموتٍ وإنّما على انفتاحٍ وغلَيانٍ وتلاقحٍ، فحياةٍ.

هذا يعني أنّ تواصُل المترجِم مع الكاتب يؤكّد أنّ الترجمة ليست مجرّد نقْل من لغة إلى أخرى وإنّما هي كذلك نقْل للنصّ المترجم من بيئة إلى بيئة مغايرة،بيئة لها رؤيتُها الخاصّة للعالَم ومنظومتها الثقافيّة الخاصّة ممّا يجعل عمليّة الترجمة فعلا ثقافيا جامعا وتحويلا للذات،إنسانيّةً كانت أو قوميّة أو فرديّة،إلى كلماتٍ لكُلٍّ منها دلالتُها ولكلّ منها تقويمُها الخاصّ للعالم.

أوَ لمْ يتّفق منظّرو الترجمة وممارسوها عل أنّ لكلّ لغة طرائقها في التعبير عن أشياء العالم.

لذلك يشكّل النصّ المترجم ،بالضرورة، فرصة سانحة لمحاولة امتلاك وتطويع كلّ الطرق التي يمكن بها نقل المعاني(معاني الأشياء) من ثقافة إلى أخرى مع الحفاظ على الهويّة الذاتيّة والكينونة الخاصّة.

فعلى الناقل أن “يُلاحظ استعداد الشعب (كذا) وحاجتَه وألاّ ينقل إلاّ ما يوافق استعداده ويلائم مزاجه ويكون من النفع والفائدة بحيث يُصلح من حاله ويُقوّم من عِوجه ويُعينه على التطوّر والانتقال،وليس هذا بالهيّن اليسير”،على حدّ عبارة طه حسين في تقديمه لرواية”آلام فرتر” التي عرّبها أحمد حسن الزيّات في مطلع عشرينات القرن العشرين.

وتقوم،في هذا السياق، الأسئلة المحوريّة التالية :

كيف السبيل إلى الحفاظ على طابع الهويّة الأصليّة إزاء النصّ المنقول الذي يحمل معه هويّة أخرى بحيثُ تصبح الترجمة ضرورة أنطولوجيّة لاستمرار هذه الهويّة من خلال تفاعلها مع هويّات أخرى؟

إلى أيّ حدّ يصحّ القول بأنّ الترجمة اختزال للاختلاف اللغويّ والثقافيّ والإيديولوجي،وعمليّة تحويل لا متناهية واستراتيجيّة لتوليد الفوارق وإقحام الآخر في الذات؟

إلى أيّ حدّ يصحّ قول الفرنسي فيكتور هوغو (الذي عاش بين سنتي 1802و1885، وتُرْجمت أعماله إلى أغلب اللغات المنطوقة) “إنّ الترجمة إبداع على إبداع مُـنْجَـز”؟

سألْنا هذه الأسئلة، على سبيل التمثيل لا الحصر و لا الاستقصاء، لأنّنا نعتقد أنّ الترجمة هي ما يفتح الثقافة عموما واللغة خصوصا على الخارج.هي ما يفتح النصوص على آفاق لم تكن لتتوقّعها ولا تتوخّاها. هي إعادة صياغة لنصٍّ له تاريخُه وأبعاده وخصوصيّته المختلفة جميعا عن تاريخ اللغة المنقول إليها وعن أبعادها وخصوصيّتها.

هل الترجمة إبداع على إبداع؟

سوف نترك الحديث في هذا السياق عن ترجمة النصوصالعلمية والقانونية والفلسفية وغيرها من الترجمات لنقتصر على الكلام عن الترجمة الأدبية التي يمكن أن نخلص فيها إلى جواب مقنع عن السؤال المطروح.

وسنبدأ بالنظر في إمكان ترجمة الشعر ترجمة أقرب ما تكون إلى التوفيق، ترجمة تتصف بقدر معقول من الأمانة.

القضيّةٌ خلافيّة نظرا إلى أنّ بناء الشعر بناءٌ مُعقّد يتّحد فيه الشكل مع المضمون اتحادا لا يمكن معه الفصل.بل إنّ من النقّاد والمنظّرين من يرى استحالة ترجمة الشعر،كما هو رأي رومان ياكبسون الذي يؤمن بأنّ الشعر غير قابل للترجمة لأنّ لكلّ نسق شروطَ بنيته المستقلّة التي يستحيل إيجادها في نسق آخر،خصوصا إذا كانت البنية الشكليّة مرتبطة بوظيفة الشعر التي تعني الغائيّة الذاتيّة والاستقلال الذاتيّ والانفصال عن السياق المرجعيّ، أي باختصار الوظيفة الاستطيقيّة.

ونغتنم الفرصة لنُحيل القارئَ العربيَّ وغيْرَه من القرّاء الأجانب -ولا سيّما القرّاء الغربيّين منهــــم ـإلى ـما قالــه عمْرو بن بحْر الجاحظ منذ القرن الثالث الهجريّ/ التاسع الميلاديّ في مقدّمة كتاب “الحيوان” عن صعوبة ترجمة الشعر.

فقد كان كلامه على درجة كبيرة من الدقّة والوضوح.وكان ما صدَع به منذ ذلك العصر وقبل ظهور نظريّات الترجمة وقبل تطوّرها إلى ما آلتْ إليْه راهنًا، يرتقي إلى أبعد درجات التنظير.

قال الجاحظ:”ثم قال بعض من ينصر الشعر ويحوطه ويحتج له: إن الترجمان لا يؤدي أبدا ما قاله الحكيم، على خصائص معانيه، وحقائق مذاهبه، ودقائق اختصاراته، وخفيات حدوده، ولا يقدر أن يوفيها حقوقها، ويؤدي الأمانة فيها، ويقوم بما يلزم الوكيل ويجب على الجري، وكيف يقدر على أدائها وتسليم معانيها والإخبار عنها على حقها وصدقها. إلا أن يكون في العلم بمعانيها، واستعمال تصاريف ألفاظها، وتأويلات

مخارجها مثل مؤلف الكتاب وواضعه..

ولا بد للترجمان من أن يكون بيانه في نفس الترجمة، في وزن علمه في نفس المعرفة، وينبغي أن يكون أعلم الناس باللغة المنقولة والمنقول إليها، حتى يكون فيهما سواء وغاية، ومتى وجدناه أيضا قد تكلم بلسانين، علمنا أنه قد أدخل الضيم عليهما؛ لأن كل واحدة من اللغتين تجذب الأخرى وتأخذ منها، وتعترض عليها، وكيف يكون تمكن اللسان منهما مجتمعين فيه، كتمكنه إذا انفرد بالواحدة، وإنما له قوة واحدة، فإن تكلم بلغة واحدة استفرغت تلك القوة عليهما، وكذلك إن تكلم بأكثر من لغتين، على حساب ذلك تكون الترجمة لجميع اللغات. وكلما كان الباب من العلم أعسر وأضيق، والعلماء به أقل، كان أشد على المترجم، وأجدر أن يخطئ فيه. ولن تجد البتة مترجما يفي بواحد من هؤلاء العلماء”.

يضع الجاحظ، الشروط الضرورية للحصول على ترجمة يمكن أن نعتبرها مرضية كما يقدم ملاحظات وجيهة للغاية حول التمكن من اللغة أو من لغات العمل، كما يقدم ملاحظات بخصوص التداخلات اللغوية، ووجود المقابلات أو عدم وجودها بين اللغات/المصدر واللغات/الهدف.

ويذهب بعض الدارسين إلى إنّ اختيار المترجم للنصّ هو نوع من الإبداع،إذ لا بدّ أن يكون اختيارُه النصَّ مرتبطا بغرض إغناء الحياة الثقافيّة .وعليه لا بدّ له أن يتقمّص النصَّ كما هو ليُوصل وجهة نظر المؤلّف. إلاّ أنّه لا يمكن عزل الأدب المترجم عن الثقافة المستهدفة والأدب المحلّي للغة المستهدفة لأنّ الأدب المترجم،مثله مثل الأدب المحلّيّ، يخضع لضغوط الأوضاع الاجتماعيّة والسياسيّة للمجتمع المستهدف مع الإخبار عن ثقافة المصدر وإيديولوجيّته وخصائص مجتمعه،ممّا قد يجعل من المستحيل تطابق النصّيْن،المُتَرْجَم والمصدر،مهما كانت براعة المترجم وأمانته واجتهاده.

وللتدليل على ذلك ودون الاستنقاص من قيمة الأديب الراحل جبرا إبراهيم جبرا الروائي والشاعر والناقد والفنان التشكيليّ والمترجم(وهو الذي عاش لسنوات عديدة في انكلترا وكان أستاذا زائرا في عدد من الجامعات الأميركيّة) نذكّر بأنّه ارتكب الكثير من الأخطاء في ترجماته لمسرحيّات شكسبير.فقد ذكر صلاح نيازي في كتاب “الاغتراب والبطل القوميّ” أنّ جبرا ارتكب في ترجمته لمسرحيّة واحدة فقط،وهي مسرحيّة “الملك لير” ما لا يقلّ عن 400 خطأ…

مطبّاتٌ كثيرة ومقتضيات عديدة سوّغتْ،إذن، لعدد من الأدباء والنقاد والباحثين اعتبار ترجمة الأدب عمليّة إعادة كتابة أو قل على وجه الدقّة عمليّة خلْق مُواز للنصّ الأصليّ.

هذا يعني أنّ الترجمة، بوجه من الوجوه، خيانة. ولكن لا ينبغي أن تكون بأيّة حال خيانة عظمى. والمترجم الذي نعتَـتْـهُ القولة الإيطاليّة الشهيرة ( traduttore traditore ) بأنّه خائن خوّان ينبغي أن يسعى جهْده لكيلا يكون خائنا للأمانة بل ناقِلا مُسْـتَــأْمَنًا.

وإنّ الترجمة من لغة غنية إلى أخرى فقيرة تبدو، أحيانا، أسهل من العملية المعكوسة نظرا إلى أن مشكل اختيار المصطلحات لا يكون مطروحا، فضلا عن أن مهارة المترجم تتدخل وتلعب دورها في هذا الاختيار. [ii]

إن مفهوم خطورة الخيانة تجاه لغة-مصدر أغنى، والتي عليها أن تغفر وتتجاوز حسب

الجاحظ، يعبر عنه مونتانيي Montaigne في هذه التأملات الواردة في كتابه “مقاربات” :

“والحال أن والدي عندما عثر صدفة، قبيل وفاته، على هذا الكتاب (اللاهوت الطبيعي) تحت حزمة من أوراق أخرى مهملة، طلب مني أن أنقله إلى الفرنسية قائلا: من الأفضل ترجمة المؤلفين الذين لا يملكون سوى المادة الفكرية التي ينبغي تمثلها. أما أولئك الذين يعتنون بجمالية وبأناقة اللغة، فمن الخطورة بمكان التعامل معهم، خصوصا عندما يتعلق الأمر بنقلهم إلى لغة أضعف من لغتهم “.[iii]

وقد يرتفع الضغط على المترجم كذلك حين يختار مغامرة ترجمة ما يُسمّى بالأدب الكلاسيكيّ.فهذه النصوص تنتمي غالبا إلى لغة لم تعد متداولة بل يمكن أن تُنْعت بالميّتة.”لذلك فلا حياة لهذه النصوص إلاّ في ترجماتها على حدّ عبارة عبدالسلام بنعبد العالي وهو يستشهد بكلام موريس بلانشو،مستبْعدا في ذات الوقت إمكان تحقيق حلم بعض المترجمين الذين يزعمون أنّ اللغات جميعها تُشير إلى الواقع نفسه بأنحاء متباينة.[iv]

النصّ المترجم يفقد بالضرورة بعضًا من أَلقه الأصليّ وفتنته المخصوصة. وقد يفقد ،كذلك،شيئا من ظلاله ومن نبرته الأصليّة. لذلك على المترجم أن “يحتال” من أجل الحفاظ على معاني الأفكار الواردة في النصّ، على روح هذه المعاني بدون البحث عن تقوية المعنى ولا عن إضعافه. فالترجمة ليست بأيّ حال من الأحوال خلْقا جديدا ولا كتابة ثانية.

الترجمة والتحويل

وغيرُ خافٍ على أحد أنّه ليس لكاتب أن يزعم أنّه يكتب ما كان يعتزم كتابته فقط حين تصدّى للكتابة.فعمليّة الكتابة نفسها عمليّة استكشاف للأفكار،على حدّ عبارة محمّد عناني في كتابه “فنّ الترجمة”[v].وإنّ وضْع الكلمات على الورق هو عمليّة إبداع فكريّة وليست عمليّة تجسيد فكريّ.وهذا يعني أنّ الكاتب يأتي بأفكار جديدة أثناء الكتابة(أيّا كانت علاقتها بالموضوع الأصليّ) ولا يقتصر عمله على تجسيد أفكار مُسْبقة في كلمات.

أمّا المترجم فهو محروم، إلى حدّ مّا، من هذه الحريّة الإبداعيّة أو الحريّة الفكريّة لأنّه مقيّد بنصّ تمتّع فيه صاحبه بهذا الحقّ من قبل.وهو مكلّف الآن بنقل هذا السجلّ الحيّ للفكر من لغة لها أعرافها وتقاليدها وثقافتها وحضارتها إلى لغة تختلف عنها في كلّ ذلك أو في بعضه. وهذا ليس أمرا ميسورا ومُتاحا للجميع،بل يتطلّب سنوات طويلة من التبحّر في آداب تلك اللغة.ومع ذلك على المترجم أن يُخرج نصًّا يوحي بأنّه كُتِبَ أصْلا باللغة المترجم إليْها.أي هو مُطالب بأنْ يبدوَ كاتبا أصيلا وإن لم يكن كذلك. وهذا موْطن الصعوبة الأساسيّ.

وإذا كان على المترجم أن يُجيد فنون الكتابة باللغة التي يكتب بها، فعليْه أيضا أن يُجيد فهْم النصوص التي يترجم منها. ولا تكفي هنا الاستعانة بالمعاجم أو بكتب النحو والصرف،رغم استحالة الاستغناء عنها،ولكن عليه كذلك أن يُلمّ بمعارف العصر وبمعلومات كثيرة عن العالم الذي يعيش فيه إلماما كافيا يمكّنه من فكّ الرموز اللغويّة من أجل إعادة ترميزها (كما هو الشأن في تشبيه وجه المرأة بالقمر في كلّ من اللغتيْن العربيّة والفرنسيّة في معنييْن متضادّيْن تماما).

هذا يعني أنّ اللغة لا يمكن التعامل معها على الوجه الصحيح بدون اعتبار لحالتها ووظيفتها بصفتها جزءا من الثقافة ونموّها،وإلى حدّ مّا،صورة من صورها،على حدّ عبارة نايدا.[vi]فالعلاقة المتبادلة بين اللغة والثقافة تظهر في الكلمات المفردة التي تعكس المضامين والأنشطة والمواقف الثقافيّة.ولا تتّضح العلاقة المتبادلة بين اللغة والثقافة في الكلمات المفردة فقط،بل تتّضح في مجموعات الكلمات ذات الصلة المركّزة بمواضيع محدّدة.

ويميّز نايدا NIDA بين الخطاب اللغويّ في حدّ ذاته وظروفه المكانيّة والزمانيّة التي قد تُفضي إلى سلسلة من المصاعب عندما تختلف الظروف المكانيّة والزمانيّة للنصّ الأصليّ.وهي مصاعب تتركّز في إيجاد نصّ متكافئ يحمل معاني النصّ الأصليّ.[vii]

ويشير نايدا إلى بعْديْن أساسيّيْن في بناء المضمون وهما بُعْدا الزمان والثقافة.فكلّما بعُدت المسافة بين النصّ الأصليّ ونصّ الترجمة اتّسعت الاختلافات الثقافيّة كما هو الحال بين روما القديمة و إيطاليا المعاصرة مثلا.بل إنّ مسافة الاختلاف الثقافيّ في النصّ الأصليّ والمستهدف تظهر حتّى إذا كان النصّان معاصريْن[viii]

ويرى إدوار سابير أنّ اللغة تقود إلى الحقيقة الاجتماعيّة.وأمّا المنظّر الفرنسيّ جورج مونان فيرى أنّ الترجمة هي سلسلة من العمليّات التي تُشكّل نقطةً بدايتُها ونتاجُها النهائيّ معانٍ ووظائفُ داخل ثقافة معيّنة.

كلمة الختام

قد لا نذهب إلى حدّ القول إنّ المترجم مبْدع مؤلّف بأتمّ معنى الكلمة ولكنّه مجتهد يسعى إلى محاكاة عمليّة الإبداع في النصّ المترجَم.يسعى إلى استحضار لحظة إبداع المؤلّف من أجل تمثّلها وإعادة اقتناصها في محاكاة لا ينبغي بأيّة حال أن تقضي على الاختلاف.فــ”في قلب الاختلاف تسكن الهويّة” . ومن رحم الهويّة يُولدُ الاختلاف .

الترجمة هي في نهاية المطاف ذلك البحث عن مؤتلف الاختلاف عبر الانفتاح على نصوص أخرى لأمم وشعوب أخرى لمزيد التفاعل في غير ما استعلاء ولا تفاضل وفي غير ما تضحية بالأمانة من أجل البحث العقيم عن التماثل والتطابق.

المراجع

-كتاب الحيوان،الكتاب الأوّل، تحقيق عبد السلام هارون ،الطبعة الثانية،شركة ومطبعة البابي الحلبيّ وأولاده بمصر،د.ت.ص.ص.75-76

[ii] -Myriam Salama-Carr, La Traduction a l époque abbasside,Collection Traductologie,n 6,Didier Erudution,1990,p.91.

ولقد ترجم الفصل عبد الحقّ لمسالمي وراجع الترجمة مصطفى النحّال

[iii] Montaigne,Essais,Edition Garnier,Paris,1962,p.116.

[iv] – عبد السلام بنعبد العالي، في الترجمة،ترجمة كمال التومي،قدّم له وراجع الترجمة عبد الفتاح كيليطو،دار توبقال للنشر،الدار البيضاء،المغرب،ط.1.2006،ص.ص.73-74.

[v] – محمد عناني، فنّ الترجمة،مكتبة لبنان/الشركة المصريّة العالميّة للنشر-لونجمان،القاهرة،ط.1.،1992،ص.ص.7.

[vi] Eugene Nida,Language ,Structure and Translation,Stanford California,1975,p.6

[vii] -يقدّم يوجين نايدا وتشارلز تابر تحليلا جيّدا لطبيعة الترجمة التي يجب على المترجم إنجازها.فالترجمة عندهما تقوم على إعادة إنتاج النصّ الأصليّ بنصّ اللغة المستهدفة بأقرب ما يمكن من المساواة والتكافؤ مع النصّ الأصليّ،وذلك من خلال المعنى أوّلا والأسلوب ثانيا.فالترجمة في رأييْهما تهدف أساسا إلى إعادة إنتاج الرسالة التي يحملها النصّ الأصليّ.ولإعادة تابر إنتاج الرسالة يجب على المترجم أن يُجري عددا من التعديلات اللغويّة.وعليه كذلك أن يكدّ من أجل تحقيق المساواة والتكافؤ بين النصّين أكثر من السعي إلى تحقيق التطابق بينهما.المعنى يجب أن تكون له الأولويّة في اهتمامات المترجم.وهذا يعني ،في رأي نايدا و تابر أنّ ثمّة تجاوزات جذريّة للبنية الشكليّة للنصّ الأصليّ ليست فقط مشروعة بل مرغوب فيها رغبة شديدة.(Eugene A. Nida and Charles R. Tabor The Theory and Practice of Tanslation Leiden 1969 p.p. 12-13)

[viii] انظر نقد نايدا والتعريف بأطروحاته في هذا السياق ضمن كتاب الدكتور أحمد الطامي:من الترجمة إلى التأثير،دراسات في الأدب المقارن،منشورات الاختلاف، الجزائر/منشورات ضفاف،بيروت،ط.1. 2013،ص.ص.29-38.


د. أحمد الحذيري
أستاذ محاضر بكليّة الآداب والعلوم الإنسا

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى