ألق محمد الصيمري - هشـاشـة الكتمان

مازلتُ أتسولُ على قارعة الأحزان
لا الأيام تُعبّد إلتوآتها
ولا الهــواء يحـملني حفـيـفـه
غـصّـت مـدائني بـنومٍ ثـقـيـلٍ
فطـاف خـيال زمن جميل
مـراعي كُثر
زروع خُضّر
وراعٍ ملاك كأني ألتقيته منذُ زمنٍ
على مضض الأميال سـار
مهلًا ملاكي تلعـثم لـساني
أخرستني الرّهبة
ريثما دقــقـتُ ناظري
بذي العـينين السوداويتين إنّه أبي!
غير تضاريس وجهه البين
روافد الدم المُتدفقة حبًا
يبستْ
شاب أيـكهُ الداكن
ولكن، لم تتغير تلكَ المُــقـل
أتفيء ظــلالـه
ألتصـقُ بتلكَ الشفتينِ المفقرة
بكلتي يديّ
فاضــت ْ لحـاظي بأدمُعــي
أتأملُ سطحهما المتفطر
أتحسسُ راحتي يديه ِ
كـ قــارئة بخت
فأتيهُ بين موجات البحر
مد وجزر
فتنهال سُفن القَبل
وتجف المآقي
ويسدل شراعي....
ويتلاشي ملاكي مع ذرات الهواء
فيلتهمني الوقت أسى
ويتسربل الدمع تِلْقاءَ وسادتي
وتهدد الأضغاث موطن جِراحي
ويـطّوفُ خيالي ذاك الـلا أعلم
ما أسميه ؟
فَــقْــد!
نما هاجسُهُ من رحمِ الخيبات
ولطالما هددني أزيزه!
خُطى تائهة
بُترت أقدام أمـنياتها

محطات هجرتها المواعيد
ساعات قضمت عمرها
لدغات بنينها
تتوالي لدّي طقوس جديدة
تُخيم على سويداء الـقلـب
بالدهشة
دون رتابة
أيُّها المتجول في صومعة ذاتي
كفاكَ تجوالًًا بـــخريبة انقاضي العامرة !
أيُّـها الدمع المنحور بين الجفان
بلا نزول
أعييتَ المُقل
أيّـتُها الآه الموُؤدَة
بين ترقوة حَنجرتي
وحشرجة الانفاس
أ راقَ لكِ المكوث و لم يرق لي ؟
آه ٍ ...
صعقت الروح أنكسارات
وعلت نياحها
هشاشة الكتمان
فوق الوسائد
وتلحفت بالحزن
لموتٍ جديد
فالنومُ جزءٌ من الموت

ألَق محمّد
٢٠٢٠/٤/٢٩

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى