إبراهيم صبحي الزناري - دروع قابلة للكسر

المربع أفضل الأشكال الهندسية عندي
و أنا طفل صغير مشرف على الموت
إثر حمى التيفود اللعينة
( تطاردني الشياطين في الحلم
حتی يقبل ممسكًا عصاه السحرية
و الشياطين تختفي أمامه من الذعر)
للحقول الطينية و زحام العربات
و الدخان المتصاعد نقوش غاٸرة في الذاکرة


قالت نساء القرية :
بلغت الروح ساقه النحيل

لم تكن هذه الكلمات
أكثر من خيانة لأمي المكلوم
التي اننتفضت من الفرح
عندما أصبحت صحيحًا
ألعب في فناء البيت
.......

أعد الطائرات الورقية في سماء القرية
أنقذ الأطباق المشاغبة التي تفلت من أيدي الفتيات
و هن يغسلن على كتف النهر

الحياة عندي على شكل مثلث
منذ سقطت الطمأنينة
و انزلقت قدماي و لم أفق
كان شابًّا متحمسًا
و هو ينتشل لحمي المكوم في الماء من لهاة الموت
......

أغرق في النوم على طمي القرية
يومين كاملين
تصنع مشاعري زاوية حادة
و أنا ألوح للأشجار الراكضة خوفًا من القطار
يسقط الأمن فجأة
و الرجل ذو اللحية الكثيفة
يدفعني بقوة للخلف
مرتطمًا بأجساد المسافرين
.........


أمضي مستقيمًا
أتذكر الفرحة العارمة في عيني الطبيب
وهو يطالع نتائج التحاليل
مكتشفا هذا الانحسار الكبير
للفيروس الكبدي الوبائي
بعد شهر من الحقن تحت الجلد
بإبرة ثلمة .
...



أرسم دائرة في الهواء
أكتشف أنهم جميعا
لم يقدموا سوى دروع زجاجية
قابلة للكسر في لحظة.
.............
إبراهيم صبحي-مصر

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى