إبراهيم المصري - يا إلهي.. شعر

يا إلهي
إنَّنا نكبرُ بسرعةٍ مُحبطِة
وفي النقشِ الأولِ لمخطوطِ الخَلق
لم نعد نرى أجسادَنا تماثيلَ نُحاسيَّة
تُحمَلُ بعدَ تلميعِها إلى ساحاتِ المعابد
أو الصفحةُ الأولى في المخطوط
للمرأةِ ورجُلِها يتناوبان التضرُّعَ أو
يتضرَّعان معاً
لقد وصلا ذروةَ امتحانِهما
والشفقةُ عليهما كانت كاملة
وفي الطبعةِ التجريبيةِ للبساتين
لم يكن ثمة أثرٌ للعشقِ على بتلاتِ الورد
وإنَّما ساقت الجميعَ إلى حتفِهم
قبلةٌ فاترة
رائحةُ خشبٍ قديم
تُشَمُّ من مائدةٍ منزلية
والمرأةُ ورجلُها يبسطان عليها
أصابعَ مُرتعشة
المطرُ وقد كفَّ عن السقوطِ قبلَ قليل
يمنحُ الأرضَ حِدَّةَ مُنظِّفٍ قوي
والجدبُ انتعاشُ عاطفةٍ على مائدةِ المنزل
تتشابكُ الأصابعُ المُرتعشة
وتهمسُ المرأةُ لرجُلِها: أحبُّك
ومن ضعفِ بصرِه لا يرى الكلمةَ لامعة
وإنَّما ينطقُ من جوفِه:
يا إلهي
لقد كبرنا بسرعةٍ مُحبطِة.

إبراهيم المصري

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى