صابر رشدي - مديح العمى..

لا شمش ولا قمر ، لابحر ولا نهر ، ، لا وردة و لا سنبلة ، لا جبل ولا سهل
لاوجه ولا جسد ، لا شئ ، لا شئ تطل عليه عيناك المطفأتان .
ولدت بين نور ، و فراش لين ، ، لكن الضوء ، كان ينسحب من حياتك ، رويدا رويدا ، يهرب من مقلتيك ، هاربا الى قلبك ، ماتفقده امامك تجده داخلك ، كنت تر ى مالم نر ، تبصره ، ببصيرة حادة، تسبقنا جميعا ،وتخبرنا بالوان ملابس اولادنا وفساتين البنات ،، التى ستبتاعها نسائنا من الاسواق ، تحذرنا من السير فى بعض الدروب اوقات معينة ، تصف لنا كائنات وحدتك ، المخلوقات التى تداعبك ،وتلعب معها ، العاب لم تصل اليها مخيلتنا ، تكبر ونكبر معك ، ننكمش الى دواخلنا المقبضة ، وتنفتح انت على العالم الرحب . أعاين مشهدا مفجعا ،وقبل أن أحدثك عماجرى ،تفاجئنى ببكائك ،فأصمت ، اعرف انك أبصرت كل شئ .
ياأنت
أنا الأعمى
وأنت المبصر
فخذ بيدى
امنحنى وعيا إدراكيا
وافتح لى طريقا بين حدقتيك .


صابر رشدى
٢٠١٥/٥/١٦

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى