عامر الطيب - بم يفيدك الأمر لو عرفتَ

بم يفيدك الأمر لو عرفتَ
أن الإله حي و معافى
أو ميت؟
مهتم بعجزك الفردي أو بأشياء عادية
مثل الفيضانات و الأمطار
الشحيحة و عمر الأرض ؟
يوصل لك نواياه عبر الإيميل
أو بالطوابع البريدية ؟
يسمع صلاتك يومياً
بلغتها الأصلية
أو تترجم له؟
حسنا هذا شأن هام
تبدو الكلمات المترجمة نحيلة
النبتة الطبية تذبل مثلاً
النهر أيضاً
لقد قصدتَ النهرَ الذي يُبهِجُ عندما صليتَ
لكن الكلمة المقابلة
بدت موحشة
كأنها عنت النهر الذي يضيع به الخاتم!

غلبتُ الزمن القادم،
بإرادتي فعلتُ ذلك
إذا شئتُ أن أقول سأنسى الحقيقة
قلتُ نسيتها
و إن حاولتُ أن أحبك
قلتُ أحببتك طويلاً
ثم طلبتُ رقم هاتفي لأني سأكون قد
ضعتُ بالفعل،
أو هاجرت الى بلد مصمم
للغرباء .
بعد ذلك فكرتُ
إن الزمن لا يدخل عميقاً في ظلام المرء
و هو يبلع حبكِ كأنه لم يأكل
شيئاً لليوم الثالث على التوالي!

عندما حدثت الحرب
لم نلحق بالحفاظ على حاجتنا كلها
أدخلنا الملابس
و الخشب النافع
و نسينا طفلنا الصغير في الفناء.
كنا مختلفين قبل ذلك
إن كان ابني أو ابن رجل آخر .
بكيتِ مراراً
و قلتِ :
لم يلجني أي رجل في أي وقت .
لكن ملامح الطفل
تشوهت و صمتنا إلى أن دفعتْ
الحرب عاطفتنا للأمام قليلاً
فشقتْ شظيةٌ رأسَ
الطفل.
بعد ذلك سنعيش كزوجين
حياةَ شعوب مشردة
ويكبر أي طفل مشقوق الرأس كأنه
ابننا جميعاً !

لا تعرفين كيف أقعد الآن
و أكتب لك.
في غرفة قيد الإنشاء
قدماي على المنضدة
و عيناي تتأرجحان من النعاس .
لم أنم البارحة
و الآن يجب أن تفرغَ مدينة العالم
لأغفو.
لكنْ كل ذلك لم يحدث
ظلت المكائن المجاورة تزعق
فضلاً عن أن حبك جعلني أشد البشر انتباهاً
للأصوات !

اختصار حياتي يبدو سهلاً
بالنسبة لروائي من الأوباش.
سيعتبرها عقدة صغيرة يضيف فوقها
أو يحذف منها
فتخرج منقمة و قابلة للشرح.
لكن ليس تلك كل الحقيقة
لقد حذف الفنان
أشياء كنت أعيش من أجلها
مثل اقتلاعي كنعناعة من الطين البارد
و أبقى أشياء لم تكن تعني لي
مثل بقائي دافئة في فنجان الشاي !

حتى وإن بدأ عدد النساء في تزايد
فثمة امرأة
يجرحك نسيانها .
تقول أنني أستطيع فعل ذلك
لكني لا أفعله الآن.
أنه موجز يصعب تقبله دفعة واحدة
سأنسى أنفكِ أولا
ثم ظهرك
ثم قدميك و بطنك و فمك أيضاً
بعد ذلك لن يبقى غير يديك الصغيرتين
لكني سأعيش حائراً
أي يد امرأة تلك التي تجفف دموعي العزيزة الآن؟


عامر الطيب

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى