ليندا نصار - بيروت..

أهي بيروت تلك التي تسقط
من سقف نعل ملاك
يدمن قراءة كفّ حجر مخمور؟
أهي تلك التي فيها النهار
علّق أشياءه على مشاجب قمصانه؟
أو تلك التي تحشد الشعراء
في صفّ طويل
تعلّمهم أن يكونوا درعًا ضدّ الانفجارات؟
أهي بيروت تلك التي أوقفتني
ذات يوم في الطريق العام
لتفحص دمي
وتعطيني رقمًا
كي أكون حجرًا في يد مراب
أو في يد الله؟
بيروت تلك لم أعرفها
إلا حين احتضنت جدّتي بين أشجار الياسمين
وحنّطتها في ذاكرتي لأزورها كلّما اشتاقت إليها نفسي...
بيروت خبّأتك
في كرّاستي القديمة
في أحلام جدّتي
في وصاياها
لتعتني بذاكرتي
وتدوزني أوتاري
لأعزف على وقع ضربات الأمواج
بصخورك أنشودة الماء المقدس...
بيروت انتظرتك في سنوات الحرب
لتنحني عند قبر الجندي المجهول حاملة إكليلًا
من الأسماء التي ستلتقيها في سماء أخرى؟
بيروت!
أنا أقيم فيك، كلّ يوم أضرب موعدًا لقصيدة
عند ناصية تمثال من بقايا ملصقات الحرب.
بيروت!
المسافة بيننا أكبر من مدّ يدي إليّ...


ليندا نصار

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى